যুকিও মিশিমার গল্প নির্বাচন
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
জনগুলি
ثم ذهبت ريكو إلى الحمام آخذة معها الروب والحزام والملابس الداخلية، وسألت زوجها عن حرارة المياه هل هي مناسبة أم لا. كان الزوج يجلس متربعا على الأرض وسط البخار المنبعث، ويقوم بحلاقة ذقنه ، وبدت لها في ضبابية حركة عضلات ظهره القوية المبتلة وهي تستجيب بحساسية لحركة ذراعيه.
لم يكن ذلك الوقت يشير إلى أي معنى خاص. تعمل ريكو الأعمال المنزلية في عجلة؛ لكي تعد أطباقا سريعة من مقبلات الخمر. يداها لا ترتعشان، بل على العكس تعمل بكفاءة أكبر وسلاسة أكثر من المعتاد. ورغم ذلك، تجري من وقت لآخر نبضات غريبة في أعماق قلبها؛ مثل البرق البعيد، الذي يلمع لحظة بقوة حادة ثم يختفي دون أثر. وبعيدا عن ذلك، لم يكن هناك أي شيء خارج عن المألوف.
شعر الزوج وهو يحلق ذقنه في الحمام، أن تدفئة جسده بهذا الشكل قد أزالت تماما كل آثار الإرهاق التي نتجت عن التردد والحيرة. ورغم إقباله على الموت فقد كان يشعر بفيض من الأمل والمتعة. يسمع بالكاد صوتا خفيضا لتحركات زوجته وهي تقوم بأعمال المنزل؛ مما جعل رغبته الجسدية الطبيعية التي نسيها خلال يومين، تحوم حول رأسه.
كان الزوج واثقا أنه لا توجد أي شائبة تلوث ذلك الفرح الذي شعر به عندما قرر الاثنان الموت معا. وكان كل منهما قد أحس في تلك اللحظة مرة أخرى، بالطبع بدون وعي واضح بذلك، أن متعتهما الشرعية التي لا يعرفها أحد غيرهما محمية بعدالة وسلطة إلهية وأخلاقية كاملة بدون أي فجوات. عندما نظر كلاهما في عين الآخر واكتشفا موتا شرعيا بها، شعرا مرة أخرى أنهما محاطان بجدران فولاذية لا يمكن أن تدمر، وأنهما محميان بدرع منيع من الجمال والحق لا يمكن لأحد أن يمسه بسوء. ولذا فقد كان الزوج لا يحس بأي تناقض أو تضاد بين شهوته الجسدية ومشاعر الخوف على الوطن، لا بل إنه استطاع أن يراهما شيئا واحدا.
قرب الزوج وجهه تجاه مرآة الحائط المظلمة المشروخة، والتي كثرت بها الضبابية بسبب البخار، واعتنى بحلق لحيته على أكمل وجه؛ فهذا الوجه سيكون هو وجهه بعد الموت. لا يجب أن يترك شعيرات تجعل وجهه مقززا. الوجه الحليق عاد له لمعان الشباب مرة أخرى لدرجة أنه جعل المرآة المظلمة تسطع. ربما كان جميلا أن يرتبط الموت بذلك الوجه الصحي المشرق.
هذا سيصير كما هو الآن وجه الموت! لقد صار هذا الوجه بالتأكيد لا يملكه الزوج، وصار وجها فوق نصب تذكاري لجندي راحل. جرب الزوج أن يغمض عينيه. كل شيء يلفه السواد، ولم يعد بعد إنسانا قادرا على الرؤية.
عاد الزوج من الحمام، وخدوده اللامعة تشع بزرقة من آثار الحلاقة، ثم جلس متربعا بجانب منقل الفحم المشتعل جيدا. وانتبه الزوج إلى أن ريكو زينت وجهها سريعا وسط انشغالها بالعمل. تورد الخد وزادت رطوبة الشفتين ولم يعد هناك أي ظل للحزن. وعندما رأى علامات صفات زوجته الشابة المتقدة، أحس بسعادة لأنه اختار حقا الزوجة التي كان يجب أن يختارها.
بمجرد أن شرب الكأس ناوله لزوجته. ريكو التي لم تذق طعم الخمر، ولو لمرة واحدة من قبل، قبلته بتلقائية ووضعته على فمها بشيء من الخوف.
قال الزوج: «تعالي هنا.»
ذهبت ريكو إلى جانب زوجها، الذي احتضنها بميل. كان صدرها في هياج عنيف، كما لو أن مشاعر الحزن والفرح اختلطا بتأثير الخمر القوي. نظر الزوج إلى وجه زوجته. هذا هو آخر وجه إنسان، آخر وجه لامرأة، يراه في هذا العالم. تأمل الزوج تفاصيل وجه زوجته بدقة، بعيون المسافر الذي يتأمل المناظر الرائعة لبلد لن تراه عيناه مرة ثانية إلى الأبد. الوجه الجميل الذي لا يمل أبدا من النظر إليه، مع عظيم اكتماله لا توجد به أية برودة، والشفاه مغلقة في خفة بقوة ناعمة. قبل الزوج تلك الشفاه بدون تفكير. وبعد مرور لحظات عندما انتبه الزوج فوجد قطرات من الدموع تنساب متوالية، وهي تلمع من بين ظلال أهداب العينين الطويلة المغمضة، رغم عدم تشوه الوجه بأي قدر من القبح بسبب البكاء.
অজানা পৃষ্ঠা