ইংরেজি গল্পের নির্বাচিত অংশ
مختارات من القصص الإنجليزي
জনগুলি
ولكنه لم ينبس بحرف، بل مشى متحاملا على نفسه إلى المائدة، وأشار إلى الشراب فملأ له المحرر قدحا من الشمبانيا، فكرعه وبدا عليه الانتعاش، فقد أدار عينه في المائدة، وقد خفقت على محياه ابتسامته المعهودة، وسأله الطبيب: «ماذا كنت تصنع؟» ولكنه كان كأنه لا يسمع، وقال بصوت مضطرب: «لا تنزعجوا فإني بخير.» وأمسك، ومد يده بالقدح يطلب ملئه، وأفرغه في فمه وقال: «هذا حسن.» وازدادت عيناه التماعا، وعاد إلى وجهه الدم، وكان لحظة يتنقل من وجه إلى وجه، وفيه معنى الرضى والموافقة، ثم جالت عينه في الغرفة الدافئة الوثيرة وقال وكأنه يتحسس طريقه: «سأغتسل وأغير ثيابي، ثم أنزل إليكم وأفضي إليكم بما عندي ... أبقوا لي شيئا من هذا اللحم، فإني أتضور من فرط اشتهائه.»
ونظر إلى المحرر - وكان زائرا مغبا - وأعرب عن رجائه أن يكون مسرورا، فهم المحرر بسؤال فكان الرد: «سأجيبك بعد لحظة، فإني - دائر الرأس - وسأكون بخير بعد برهة.»
ووضع القدح، ومضى إلى باب السلم؛ فلاحظت مرة أخرى أنه يظلع، وأن وقع قدميه خافت فوقفت أنظر وأنا في مكاني، فأخذت عيني قدميه وهو يخرج، فإذا هما حافيتان ليس عليهما إلا جوربان ممزقان ملوثان بالدم، وأغلق الباب وراءه، وحدثتني نفسي أن أتبعه، ولكني تذكرت أنه يمقت اللغط والضجات، وشرد ذهني لحظة، ثم سمعت المحرر يقول: «سلوك غريب من عالم شهير.» - كأنما يكتب عنوانا لخبر. فردني هذا إلى المائدة البهيجة.
وقال الصحفي: «ما هي الحكاية؟ إني لست فاهما.»
والتقت عيني بعين النفساني، فقرأت في وجهه التفسير الذي خطر لي، ورحت أفكر في الرحالة في الزمن وهو يصعد الدرجات متكئا على نفسه. وما أظن أن أحدا غيري لاحظ عرجه.
وقد كان الطبيب أول من ثابت إليه نفسه؛ فدق الجرس - فقد كان الرحالة في الزمن يكره أن يقف الخدم وراء المائدة - وطلب طبقا، فعاد المحرر إلى الشوكة والسكين وهو يزوم، وفعل مثله الرجل الصموت. وعدنا إلى الطعام، وكان الحديث عبارة عن جمل متقطعة تتخللها فترات استغراب، ثم لم يطق المحرر أن يظل يكتم ما يخامره فقلت له: «إني واثق أن ما به راجع إلى هذه الآلة.» وتناولت رواية النفساني ووصفه لما شهدناه من حيث قطعه وكان الجديدون من الضيوف صرحاء في رفض التصديق. وجعل المحرر يثير الاعتراضات ويتساءل: «ما هو هذا التطويف في الزمان؟ إن الإنسان لا يستطيع أن يعفر نفسه بالتراب بأن يتمرغ في بعض النقائض؟»
ولما أحاط بالموضوع تناوله بالتهكم وسأل: «أليس عند الناس في المستقبل فرشاة لنفض التراب عن الثياب؟»
وكان الصحفي كذلك يأبى أن يصدق، فانضم إلى المحرر وعاونه على ركوب الأمر بالسخرية. وكان كلاهما من الطراز الحديث في الصحافة، أي شابا مرحا لا يوقر شيئا، وأنشأ الصحفي يقول: «يروي مكاتبنا الخاص فيما بعد غد ...» وإذا بالرحالة في الزمن يدخل علينا في ثياب السهرة العادية، ولا شيء يشي بما طرأ عليه من التغير الذي أزعجني سوى نظرته الفاترة.
وصاح به المحرر: «لقد كان هؤلاء الفتيان يقولون إنك كنت تجوب منتصف الأسبوع المقبل! فهات لنا القصة. وعين الثمن الذي تتقاضاه لقاء ذلك.»
فتقدم الرحالة في الزمن إلى المقعد المحفوظ له بلا كلام، وابتسم ابتسامته الهادئة وقال: «أين اللحم؟ يا لها من نعمة، أن يغرز المرء شوكته في اللحم مرة أخرى.»
অজানা পৃষ্ঠা