على أنه من الإنصاف أن نقرر أن النقد كان له أثره في تقويم الألسن وتحري الفصيح من جهة، ثم كان له أثره الحي بعد لأي، في الاحتفال للمعاني وتعمد الإصابة من جهة أخرى.
تعريف الأدب اليوم
سيداتي، سادتي
كذلك كانت حالنا من ثلاثين سنة خلت، بعضنا يريد أن يرضي العقل المحض، وبعضنا لا يتجرد إلا في إرضاء اللفظ المحض، وبعضنا خلبته آداب الغرب، وفتنته تشبيهات شعرائه وكتابه، فهو يتصيدها واقعة حيث وقعت من ذوق الشرق ومن لغة العرب!
كنا إذن من أمر الأدب في بلبلة أو في شبه بلبلة، وما لنا لا نكون كذلك ونحن حق مختلفين على ماهية الأدب، مختلفين على ما ينبغي أن يؤديه الأدب ؟
ولكن الأستاذ الأعظم، وأعني به الزمن، قد أنشأ يلقي علينا من دروسه البليغة ما يقصر كل يوم من مدى الفرقة، ويوثق من أسباب الألفة، حتى اتفقنا، أو بتنا على شرف من الاتفاق على أن الأدب إنما هو أولا الأداة الجميلة لمواتاة مطالب العقل والحس والعاطفة جميعا، وتأدية كل شعورنا بما نلمس من أسباب الحضارة القائمة؛ على أن يترجم عن هذا كله لسان عربي ناصح، لا وحشة فيه ولا استعجام.
ولا شك في أن مظهر هذا الخير أجمعه هو الصحافة، فللصحافة بهذا الفضل ندين.
كنوز الأدب القديم
ومن الواقع الذي لا تلحقه الريب أن العربية القديمة زاخرة بكنوز البلاغة في جميع ألوان المعاني: فلقد مثلت فأبدعت في التمثيل، وصورت فأوفت على الغاية من دقة التصوير، ولكم ترجمت عن أعمق ما تدسى في النفس، وعبرت عن أشف ما يترقرق به الحس، ولكن لا تنسوا أنه ليس من العدل أن نجشم هذه اللغة أن ترتصد - بظهر الغيب - لإصابة كل ما عسى أن يجد من الأسباب بعد ألف عام!
إنشاء أدب قومي
অজানা পৃষ্ঠা