والفنان (بتشديد النون الأولى): الحمار الوحشي.
وتطلق هذه الكلمة أيضا في بعض تصرفاتها على معان أخر لا محل للإشارة إليها في هذا المقام لأنها لا تتصل بما نحن فيه من قريب. •••
وبعد، فأنت ترى أن كلمة «فن» إنما تدل بالوضع اللغوي على النوع والحال، ويدل الفعل منها «فنن» الكلام على الاشتقاق في فن بعد فن، أي التصرف فيه نوعا بعد نوع.
ومهما يكن من شيء، فإن دلالة هذه المادة في هذا المعنى، تكاد تكون مقصورة على التصرف في فنون الكلام، وللعرب في هذا عذرهم إذ كان جل همهم إلى «فن» الكلام، على أنها قد امتدت مع الزمن حتى تناولت كذلك بعض معان أخر، وسيأتي في ذلك الكلام.
ثم لقد رأيت أن العرب لم يطلقوا كلمة «الفنان» إلا على الحمار الوحشي
2
على أن إطلاقها على المعنى الذي يطلقها بعضهم عليه اليوم
Artiste
ليس مما يعيى على وسائل العربية، لولا أن استعارة اسم الحمار للإنسان مطلقا، فضلا عن الإنسان الحاذق الصنع، قبيح!
ولقد سلف عليك أنه يقال رجل «مفن» (بكسر ففتح): يأتي بالعجائب ولا شك في أن هذا أصح تعبير وأدقه للمعنى المراد، لولا أن اللفظة جد قريبة من لفظة تنفر الآذان منها أشد النفور، إذن لم تبق حيلة إلا أن نصير في أداء هذا المعنى إلى اتخاذ كلمة «مفتن» أو «متفنن» وهما صحيحتان على كل حال.
অজানা পৃষ্ঠা