يا ويلتا! ماذا أكتب «للجهاد» اليوم وكيف أقول؟ اللهم لا شيء!
أترى الأرض كلها قد أقفرت من موضوع يكتب كاتب فيه، ولو بالإصابة من أطرافه ومس حوافيه؟ اللهم لا!
وإني لأبسط العزم وأشده، وأذكي الذهن وأحده، وأمد الفكر وأثنيه، وأنشره ثم أطويه، وأتصعد به إلى السماء، ثم أغوص به في جوف الدأماء،
3
فلا يجديني ولا قطرة ماء!
ثم إني لأرمي بالقلم وأتطاير عن مكتبي، وأنفر إلى حديقتي الصغيرة، فأتفقد أشجارها، وأتوسم أزهارها، وأهرول من ها هنا ومن ها هنا، لعل خاطرا يعتريني فأصيب به كلاما، فإن ظفرت بعد هذا بشيء، فظفر القابض على المزقة من الفيء.
4
ثم أعود فأستوي إلى مكتبي فأستندي ذهني فلا يندى، وأروضه على القول فلا يطيع ولا يرضى، وأستبينه فلا يبين، وأستعطفه فلا يرق ولا يلين، وأستمنحه فلا يمنح، وأستعطيه فلا يعطي ولا ينفح، وإني لأهز القلم هزة الكمي
5
ساعة يخرج للنزال، ويبرز لقراع الأبطال، فإذا هو يتعايا في يدي ويتثاقل، وإذا هو يتراخى ويتزايل، وإذا بي أراه قد تفلل من غير حرب، وتثلم من غير طعن ولا ضرب!
অজানা পৃষ্ঠা