3
ثم بادرت بالتلبية طيبة النفس، فرحة القلب، قريرة العين! •••
كل شيء له، وكل ما وقعت عليه عينه فهو داخل في ملكه، ما يحوز أحد دونه شيئا، ولا يملك أمر عليه أمرا، وإذا أمر فقد وجبت الطاعة، في التو والساعة، مهما جل المرام، وتعذر حتى على الرؤى والأحلام، أين منه سليمان في مرامه، وقد تعاظمه انتظار عرش بلقيس قبل أن يقوم من مقامه؟!
ناعم في ملكه غير معنى بجهد في تدبير، ولا مكدود بعبء كبير ولا صغير. •••
هو كأهل الجنة، لا يخاف وناهيك بما يورث الخوف من الأسقام.
ولا يرجو وناهيك بما يعقب فوت الرجاء من الآلام، ولا يحزن ولا يأسى، ولا يجزع ولا يشقى، وما له يفعل وقد كفل الأمان، من صرف الزمان؟!
هو دائما في أمان أي أمان، أليست ترعاه العيون، وتحوطه القلوب، ويحرسه «اسم الله»؟ ومن يحرسه اسم الله لا يناله بالأذى إنس ولا جان. •••
يفعل ما يشاء، فلا يرقى إليه حساب، ولا يتأثم من شيء فهل يلحقه عاب؟ كلا فقد عز على الشك وعلا على الارتياب! •••
يسر فتسر الدنيا، ويمرح فتمرح، كل شيء رهن به، وكل شيء حبس عليه، ينام فتخفت الأصوات، وتتعلق الأنفاس، ويستيقظ فيهب النائم، وينبعث الجاثم، فكل إنسان له عبد وكل شيء له خادم! •••
وجهه ولو شاه أجمل وجه، وخلقه وإن تنكر أحسن خلق، طلعته أبهى من البدر، وريحه أزكى من العطر، وإقباله أسعد من إقبال الدهر، كأنما صور من نفس من ينظر إليه، وكأنما صب من قلب من يحنو عليه، وأي الناس لا يحنو عليه؟
অজানা পৃষ্ঠা