بالآذان. فألم ببعض هذا أحمد بن دراج"، فأحسن في قوله:
فأدبر الليل مشمطًا ذوائبه ... وأقبل الصبح موشيًا أركاعه
فجعل ذوائب الليل شمطة من ممازجة الصبح، وجعل أركاع الصبح موشية الصبح من مقاديمه، وهي المتصلة بآخر الليل، وأصاب في الإشارة إلى التشبيه، لأنه أومأ إلى الصبح، إنه كالثور الوحشي وهو أبيض، والثيران الوحشية كلها بيض، وأركاعها موشية خاصة، وهذا لا يحسنه غير ابن دراج. ومن المعاني التي أخذها بعض الشعراء فمنهم من زاد على صاحبه، ومنهم من قصر عنه. قال الأفوه الأودي وهو أول من نطق بهذا المعنى:
وترى الطير على آثارنا ... رأي عينٍ ثقةً أن ستمار
فأخذه النابغة الذبياني فقال:
جوانح قد أيقن أن قبيله ... إذا ما التقى الجمعان أول غالب
إذا ما غزا بالجيش حلق فوقهم ... عصائب طيرٍ تهتدي بعصائب
لهن عليهم عادةٌ قد عرفنها ... إذا عرض الخطي فوق الكتائب
1 / 55