ومن نوادر الخواطر أن ابن عباد أنشد عبد الجليل بن وهبون البيت الأول وأمره أن يذيله فقال:
ولن ترى أعجب من آنس ... من مثل ما يمسك يرتاع
وأكثر ما يكون هذا التوارد إذا اتفق للناظمين أو الناثرين طلب معنى واحد في قافية واحدة، أو سجع واحد، فإن ذلك يقتاد إلى الاتفاق أو ما يقارب الاتفاق، قال محمد بن شرف القيرواني: أمرني المعتز بن باديس وأمر حسن بن رشيق قي وقت واحد أن نصنع شعرًا نصف فيه الموز على حرف الغين، فصنعنا للوقت، ولم يقف أحدنا على ما صنع الآخر، وكان الذي لي:
يا حبذا الموز وإسعاده ... من قبل أن يمضغه الماضغ
لان إلى أن لا مجس له ... فالفم ملآن به فارغ
سيان قلنا مأكلٌ طيبٌ ... فيه وإلا مشربٌ سائغ
أحلى مذاقًا من دماء العدى ... مكن فيها أسدٌ والغ
والذي لابن رشيق:
موزٌ سريعٌ سوغه ... من قبل مضغ الماضغ
مأكله لآكل ... ومشربٌ لسائغ
1 / 47