الملك المظفر سيف الدين قطز
657 ه . وفي سنة 658 ه ، نزل هولاكوه على حلب وفتحها في شهر المحرم . وكان الملك الناصر بدمشق وهو آخر بني أيوب ، وقبض كتبغا النائب عن التتار على الملك الناصر وعلى ولدي الملك العزيز ، واحضر أخاه من قلعة صرخد وهو الظاهر ، وسيرهم جميعا إلى هولاكوه . وفي شهر رمضان ، تقدم الملك المظفر بنفسه ، وحملت معه العساكر ووقعت الكسرة على التتار ، وذلك في يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان المعظم ، وانهزم التتار من دمشق ، ودخل إليها الملك المظفر بعساكره . وأرسل النواب إلى حمص وحلب وسائر البلاد إلى الفرات . وأعاد صاحب حماه إلى بلده . ولما فرغ من ترتيب أحوال الشام عزم على المسير إلى الديار المصرية . ولما وصل إلى منزلة القصير ، وانفرد عن المواكب ليتصيد ، فتبعه الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري وأنص الأصبهاني . وتقدم إليه أنص على أنه يسأله زيادة وإصلاحا للبندقداري . ولما أجابه إلى ملتمسه نزل وقبل الأرض ثم مسك يده على أنه يقبلها ، فضبطها ضبطا شديدا وعلاه الأمير ركن الدين البندقداري بسيفه ، ثم لما اجتمعوا على من يملك ، وعرضوا ذلك الأمر على الأمراء استعفي كل منهم ، واستقال وأحجم عن الموافقة ، وسماع المقال . فعند ذلك ، تقدم الأمير فارس الدين اقطار المستعرب المعروف بالأتابك ، وسألهم قائلا : من هو قتل المظفر بسيفه ؟ قالوا : الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري . فقال : هو أحق بالملك وأولى . فوافقه الأمراء على ذلك ، وأجلسوا المشار إليه .
পৃষ্ঠা ১১