الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
المخططين
المخططين
تأليف
يوسف إدريس
অজানা পৃষ্ঠা
الفصل الأول
المشهد الأول (المشهد غير واضح أول الأمر، كأننا في منطقة جرداء خالية من العالم، لا يوجد على المسرح سوى ربوة عالية على اليمين، كأنها جذع شجرة قديم، أو بقايا مئذنة مهدمة.
حين يفتح الستار نجد «أهو كلام» يحاول تسلق الربوة بصعوبة، ثيابه مبهدلة، حزامه نازل، يضع في إحدى قدميه فردة حذاء، وفي الأخرى فردة شبشب، معه منديل مصرور، شعره طويل مشعث مرسل، ذقنه قد علقت فيها علبة كبريت (حين يستوي فوق قمة الربوة).)
أهو كلام :
سبحان سبحان خالق الأصباح يا ناس، سبحان اللي مخلي الندى دموع ليل بيفارق أرضنا البائسة. اصحوا بقى، بنقول اصحوا. الشمس طلعت مكسوفة وحمرا زي الضيف الجاي على عالم نايم، اصحوا. الله، دا انتم لا بالكم رايق ولا فرشكم غالي ولا غطاكو كفاية، ونايمين ليه؟ اصحوا. دهدي؟ ما تصحوا بقى، ملعونة اللي شدت رجل الواحد فيكو، لأنها شدتها مرة واحدة بس وكان المفروض ان تشدها كل يوم، دي مش نومة فرش دي، دي نومة بطن، انتوا عايزين تتولدوا، اتولدوا بقى. (في أثناء كلامه يكون «فركة كعب» قد دخل المسرح في كامل ثيابه (وهي إلى حد ما أنيقة) من جهة اليسار، وكأنه أبدا لم يسمع حرفا واحدا مما قاله «أهو كلام» ولكن الصوت يجذب انتباهه فيتطلع، ثم يحدق، ثم يبتسم ابتسامته الواسعة جدا؛ تلك التي يتربع لها وجهه وتظهر أسنانه، مع أنها ابتسامة لا تدل على أي سعادة، وإنما هي ربما بديل للاندهاش الشديد، مع استمرار «أهو كلام» في أذانه يكون الضوء قد تغير، وكذلك المشهد، وأصبح هو المشهد الأمامي (أي الكائن أمام باب المسرح الذي تمثل فيه الرواية) يتقدم «فركة كعب» حتى يصبح بجوار الربوة أو المرتفع.)
أهو كلام (مستمرا) :
اتولدوا بقى يا عالم.
فركة كعب :
يا سيد اهو كلام، انزل من غير كلام.
أهو كلام :
অজানা পৃষ্ঠা
واللي لسه نايمين دول، يا فركة كعب؟
فركة كعب :
ما تسيبهم نايمين، انت مالك ومالهم؟ دا ملك منظمه سيده. ثم انت بتصحي في مين؟ دالناس كلها صحيت بقالها اكتر من 12 ساعة، هي مش الساعة (يحاول أن يرى الساعة في يده فلا يعثر عليها)
دي باين انها اتلطشت (يسأل الجمهور)
حدش معاه ساعة؟ هي مش تطلع تسعة دلوقت، تسعة ونص، تصحي مين؟
أهو كلام :
أمال الشمس الحمرا اللي طالعة دي إيه؟ والندى اللي على هدومي وإيديه دا إيه؟
فركة كعب :
بيتهيألي انه مش ندا.
أهو كلام :
অজানা পৃষ্ঠা
يبقى لازم عرق بقى، أنا بعرق كتير.
فركة كعب :
ولا عرق، دا رشح. (بينما الحوار يدور يكون «أهو كلام» قد هبط من الربوة وأخذ يدور في حلقة واسعة يتبعه «فركة كعب» خلفه مباشرة وهو متحفز جدا لأن «أهو كلام» قد أشعل سيجارة.)
أهو كلام :
رشح برد؟
فركة كعب :
رشح مجاري يا أستاذ، شوف بقى انت كنت نايم فين؟
أهو كلام :
انعدمت تماما موهبة توافق الكلام مع مقتضى الحال، امال لما ما يكونش دا ندا ولا احنا الصبح امال البديل إيه يا أستاذ «فركة كعب»؟ (يرمي بعقب سيجارته فيلتقطه «فركة كعب» بحرص بالغ ويجذب منه نفسا يخرج به سحابة هائلة من الدخان فتنزاح عن وجهه وقد احتلته الابتسامة العريضة التي لا معنى لها.)
فركة كعب :
অজানা পৃষ্ঠা
البديل أستاذ «اهو كلام» هو الحقيقة، احنا بالليل والساعة تسعة وحضرتك واقف قدام جمهور المسرح وهم بيضحكوا عليك.
أهو كلام :
جمهور المسرح، احنا فين؟
فركة كعب :
مانتاش شايف احنا فين - قدام مسرح الجكم لطع (يذكر اسم المسرح الذي تعرض فيه المسرحية)
لطع، أيوه صحيح.
أهو كلام :
أيوه بالظبط حالا افتكرت، ي. ا. ا.
فركة كعب :
أيوه يا أخي انطق بقى، ي. ا. ا.
অজানা পৃষ্ঠা
أهو كلام :
دا يبقوا اتأخروا قوي، أطلع أناديهم؟
فركة كعب (ممسكا إياه من ذيل سترته) :
انت لا حتطلع ولا هم عايزين ندا.
أهو كلام :
أصلهم اتأخروا قوي، والتأخير وحش، وبالذات في المرات الأولى، مش الميعاد كان 8؟ دلوقت تسعة، ساعة بحالها فاتت، يعني 1000 قتيل في فيتنام، 3600 ميت موتة ربنا، وحوالي مليون قبلة مختلسة في الظلام نتيجتها طفل كل ثانية. أهو حالا دلوقتي أنا سامع طفل جديد بيصرخ، سامع. ساعة بحالها، دا عمر.
فركة كعب :
هم مش متأخرين، انت اللي مقدم ساعة. الميعاد تسعة.
أهو كلام :
ودي مصيبة ايه دي؟ أقدم ساعة معقول، إنما دلوقت أأخر نفسي ساعة ازاي؟
অজানা পৃষ্ঠা
فركة كعب :
بس، آهي البشاير هلت.
أهو كلام :
بس دول ناس، واحنا مستنيين أشياء، مستنيين حاجات.
فركة كعب :
ما هي ناس عاملة أشياء. (يكون قد وصل أحدهم على هيئة جنيه.)
فركة كعب (جاريا ناحيته) :
مجنون انت، والله مجنون انت، والله مجنون، عامل جنيه بحاله، انت عايز مليون واحد يلهفوك، اتلم واعمل شلن، وشلن مقطع كمان.
الجنيه :
انت يا اخينا مش عارف بتكلم مين.
অজানা পৃষ্ঠা
فركة كعب :
بكلم واحد عامل لي جنيه في الحر دا، يبقى إيه؟
الجنيه :
اخرس أنا الدكتور عبد الواحد ع الريق يا ولد.
أهو كلام :
الدكتور ع الريق، أهلا، يا ألف أهلا، ي. ا.
دكتور ع الريق (كاظما غيظه) :
ي. ا. ا، عندك حق، جنيه كتير، كتير قوي، الواحد يعمل إيه بس ما حدش يكون نفسه فيه؟ أقولك، هه (يقلب الورقة بجنيه التي يحيط بها نفسه فتصبح شهادة استثمار على البنك الأهلي)
أظن دي بقى ما حدش يبص لها. (يدخل 56 غربية وهو شخص طويل ضخم الجثة منحنيا إلى اليمين بينما يسمع عربة أوتوبيس إذ هو قد تنكر هكذا.)
56 غربية :
অজানা পৃষ্ঠা
دي مش أصول أبدا يا جدعان ولا هي دي أصول، يجيبونا على مشمنا ولا لحقنا نغير الزيت ولا نشوف الولية الجديدة بتاع طره البلد، علي الحرام الشغل في تكسة الأرياف أرحم، دي مش أصول أبدا يا جدعان، الله! ما بتردوش ليه؟ (الجميع يحدقون ناحيته في توقع.)
56 غربية :
آه، أما انتوا صحيح ناس، ي. ا يا سيدي انت وهو.
دكتور ع الريق :
ي. ا. ا. مالك يا اخينا زعلان ليه؟
56 غربية :
أصلها مش أصول أبدا تجيبوا الواحد على مشمه، دانا من لخبطي قلت اجي على هيئة أتوبيس نقل عام. كانت شورة مصيبة ؛ 3 فرد ضربوا مني في السكة وأربع خناقات وضرب سكاكين. إشي عض وقرص وخلافه لما طلع ديني، استغفر الله، دانا جنبي دا قصر له يجي نص متر من كتر الميل.
فركة كعب :
ذنبك على جنبك، انت اللي اخترت.
56 غربية :
অজানা পৃষ্ঠা
جرى إليه ياد انت ياد، وانت مالك ومال اختار إيه؟ وهي فيها خيره يا معتل، ما انت يا تيجي راكب يا تيجي ركوب، قلت اجي ركوب احسن؛ حاكم الراكب الايام دي غلبان غلب. (يرتفع غطاء بكابرت من وسط المسرح بهدوء شديد.)
56 غربية :
يا نهار منيل، يا مصلحة الطرق يا مجاري. (يرتفع الغطاء أكثر ويبرز وجه امرأة شبه بلا مساحيق، وإنما في وجهها جلال من نوع غريب، وعينان هائمتان لا تستقران على شيء ثم تنظر هنا وهناك، ثم يرتفع الغطاء تماما وتسحب جسدها إلى وسط المسرح.)
فركة كعب :
أما حتة فكرة، أهو دلوقت بس اقر واعترف ان فيه حد أذكى مني صحيح.
طعمية :
الباني طالع والفاحت نازل، والدنيا على كف عفريت اسمه البني آدم.
أهو كلام :
بتقول ايه دي يا دكتور؟
دكتور ع الريق :
অজানা পৃষ্ঠা
أولا أنا دلوقت مش دكتور، انا زي ما انت شايف شهادة استثمار. ثانيا دي ببساطة بتقول تحيتنا المعروفة ي. (متوجها إلى المرأة)
مش كده؟
طعمية :
الجنازة حارة والميت كلب، يبقى العوض على الله.
دكتور ع الريق :
بتقول ايه؟
56 غربية :
كل دا علشان تقول أيوه، أما لو قالت لا حتقول إيه؟ يا ترى دي بتتفاهم مع جوزها ازاي؟
دكتور ع الريق :
ما هو كل دا من جوزها.
অজানা পৃষ্ঠা
فركة كعب :
اسمحوا لي بقى، انا قربت افرقع، قربت اطق، الساعة بقت تسعة وربع ولسه ما جاش ...
56 غربية :
قربت، وانا فرقعت يجي خمسين مرة.
دكتور ع الريق :
صبركم بالله، صبركم بالله.
طعمية :
الصبر بيضرب نار والنار مش باينه، والحساب يومه عسير اعسر من يوم القيامة.
56 غربية :
طب مش تقولولي يا اخوانا ان الحكاية فيها صبر كان زماني شفت الولية الجديدة، ولية حلوة والله لسه شباب، مراتي القديمة نفسها حتريل عليها، وبنت من عيلة ؛ بنت خالة مدير قلم الحجاب في وزارة المالية لزم.
অজানা পৃষ্ঠা
فركة كعب :
مش معقولة ...
أهو كلام :
وتاعبين نفسكم ليه؟ الغايب حجته معاه.
فركة كعب :
امال أخ ازاي؟ أخونا يعني أبلنا، قدامنا، واللا الأخاوة كلام وبس؟ إيه يا جماعة ما تقولوا.
56 غربية :
لا يا عم، أنا لغاية هنا وفرمل، أنا ما ليش في الكلام دا شغل الكلامنية اللي زيكم، إنما احنا م اللي بنفرمل تيت (صوت فرامل حادة) .
فركة كعب :
انتو مفروض تزودوا السرعة يا 56 غربية، تدوسوا بنزين ع الآخر، تفرقعوا، فرقعوا بقى.
অজানা পৃষ্ঠা
56 غربية :
الله! ما قولنا لك تلات فرد فرقعوا في السكة، ما الفرقعة على ودنه بس بنتلحم تاني وآهي ماشية.
فركة كعب :
هو إيه اللي ماشية؟
56 غربية :
بطني.
طعمية :
يا بخت من نفع واستنفع، يا حسرة على اللي حب ولا طالشي، جابوا العروسة لقيوا العريس غضبان، انت فين يا عريس؟ (يسمع صوت طائرة هليوكبتر تحلق في الجو وتتطلع عيون الجميع إلى السماء، ثم يتدلى «الأخ» بحبل غير مرئي من سوفيتة المسرح، المرأة تزغرد زغرودة طويلة.)
دكتور ع الريق :
دلوقت انهماك شديد (يندمج كل منهم في الشيء الذي يتقمصه؛ الأوتوبيس يجأر بشدة، فركة كعب ينهمك في نفخه ودورانه وقد احتلت وجهه أوسع ابتسامة، دكتور ع الريق يدور حول نفسه عارضا الشهادة، المرأة تطلق الزغاريد ثم تبكي ثم تزغرد. ما إن يهبط الأخ ويستقر على الأرض حتى يبدأ بنظرات نفاذة يتأملهم، كل على انفراد، وكلما وجه نظره إلى أحدهم ارتبك؛ فالأوتوبيس يبدأ يفرقع شكمانه ويرتبك موتوره، فركة كعب يبتسم ثم يعبس ثم يعود للابتسامة، والدكتور يلف يمينا ثم يرتبك ويظن أنه لا بد أنه يلف إلى اليسار ثم إلى اليمين، وهكذا.)
অজানা পৃষ্ঠা
الأخ (بلا اهتمام واضح) :
ي. (الجميع يتنهدون لحظة وكأنما الحمد لله.)
الجميع :
ي. ا. ا يا أخ. (يبدأ الأخ ينظر إليهم فيعودون بسرعة إلى مزاولة نشاطهم من جديد.)
الأخ :
كله تمام يا دكتور ع الريق؟
دكتور ع الريق :
كله تمام يا خويا الكبير، كله تمام.
الأخ :
ومين صاحب فكرة ان كل واحد يعمل حاجة؟
অজানা পৃষ্ঠা
دكتور ع الريق (بفرحة) :
أنا.
الأخ :
انت (باتهام) .
دكتور ع الريق (مبتلعا ريقه بصعوبة) :
مش سعادتك قلت انهم يجوا متنكرين؟
الأخ :
متنكرين حاجه وعاملين حاجات حاجة تانية. انت مش عارف ان مبدأنا الأول هو إلغاء فكرة ان كل واحد يعمل نفسه زي ما هو عايز؟
دكتور ع الريق :
دا بس علشان الأمن يا فندم، عشان الأمن خطأ يا فندم، خطأ، مجرد خطأ مش حيتكرر أبدا.
অজানা পৃষ্ঠা
الأخ :
والخطأ يتصلح حالا.
دكتور ع الريق :
حالا يا فندم، حالا، حالا، متخططين كما كنت. (يتوقفون عن حركتهم ويعود كل منهم إلى حالته الطبيعية ما عدا 56 غربية الذي يظل معوج الكتف.) (يعود الأخ يتأملهم واحدا واحدا ثم يتوقف عند فركة كعب فتتسع ابتسامته اضطرابا إلى حد بشع، ويتوقف وكأنه مات، عند أوسع ابتسامة، ثم تستمر نظرة الأخ، يبدأ فركة كعب يحرك شفتيه ثم ينطق أخيرا.)
فركة كعب :
والله أنا ما قلت حاجة (يسألهم)
مش كده يا 56 غربية؟ مش كده يا دكتور عالريق؟ مش كده يا طعمية؟ مش كده يا عم اهو كلام؟ (لا أحد يتحرك أو ينطق.)
فركة كعب (مواصلا ابتسامة واسعة مفاجئة) :
طب دا أنا وديني استاهل. (الأخ: ينظر إليه.)
فركة كعب :
অজানা পৃষ্ঠা
أستاهل يعني كلمة. (الأخ: مسددا نظرة كالطلقة.)
فركة كعب :
كلمة والسلام، مين عارف يمكن كلمة لوم، يمكن استاهل اللوم، أستهله؟
الأخ :
لوم؟
فركة كعب :
قصدي التشجيع، أيوه، كلمة تشجيع.
الأخ :
تشجيع.
فركة كعب :
অজানা পৃষ্ঠা
تشجيع؟ أنا استاهل التشجيع؟ عملت إيه انا عشان استاهله، دا انا اللي يشرفني صحيح ان سعادتك لموآخذة قصدي أخوتك. (الأخ: ينظر إليه.)
فركة كعب :
توبخني؟ (الأخ: ينظر إليه.)
فركة كعب :
تشجعني؟ (الأخ: مستمرا في نظراته.)
فركة كعب :
توبخ، تشجع. (الأخ: ناظرا إليه.)
فركة كعب :
ودي مصيبة إيه السودة دي اللي وقعت نفسي فيها دي؟ (الأخ: نظرة.)
فركة كعب :
অজানা পৃষ্ঠা
تو... تش... توشجعني، أيوه بالظبط كده توشجعني شويه، واحد زيي لازمه شوية توشجيع قوي، أستاهل كده، اتفضل وشجعني من هنا للصبح، أنا. (الأخ: نظرة.)
فركة كعب :
أنا لازم اسكت، مش كده؟ (الأخ: نظرة.)
فركة كعب :
أسكت خالص، منطقش، مش برضه عايز سعادة اخوتك؟ أخرس خالص خالص ما اقولشي تلت ...
فركة كعب (مكملا في سره) :
الثلاثة. (الأخ: وكأنه ينصت مادا أذنه.)
فركة كعب (بصوت مرتفع) :
كام؟
الأخ (فجأة) :
অজানা পৃষ্ঠা