26 - وبعث أحمد بن طولون -في الساعة التي توفي فيها يوسف بن إبراهيم والدي- بخدم فهجموا الدار، وطالبوا بكتبه: مقدرين أن يجدوا فيها كتابا ممن ببغذاذ. فحملوا صندوقين وقبضوا علي وعلى أخي، وصاروا بنا إلى داره. وأدخلنا إليه وهو فيها جالس، وبين يديه رجل من أشراف الطالبيين. فأمر بفتح أحد الصندوقين، وأدخل خادم [يده]، فوقع دفتر جراياته على الأشراف وغيرهم. فأخذ الدفتر بيده وتصفحه -وكان- جيد الاستخراج -فوجد اسم الطالبي في الجراية، فقال له وأنا أسمع: ((كانت عليك جراية ليوسف بن إبراهيم؟))، فقال: [له: ((نعم! أيها الأمير!]، دخلت هذا البلد وأنا مملق، فأجرى علي في كل سنة مائتى دينار ومائتى إردب قمح، أسوة بابني الأرقط والعقيقي وغيرهما. ثم امتتت يداي بطول الأمير فاستعفيته منها، فقال لي: ((نشدتك الله إن قطعت سببا لي برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!))، وتدمع الطالبي، فقال أحمد بن طولون: ((يرحم الله يوسف بن إبراهيم!)). ثم قال لنا: ((انصرفوا إلى منازلكم، لا بأس عليكم)).
فانصرفنا فلحقنا جنازة والدنا، وحضرنا العلوي وقد أحسن مكافأة والدنا في مخلفيه.
পৃষ্ঠা ৪৬