بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إن نضرة (1) شبابي قد مضت، وزهرته قد انقضت،. منافعه ومحاسنه قد تولت، وأرى النقص في قواي باديا، وبدني مختلفا واهيا، وحرصي متزايدا ناميا، وقلبي عما يعنيه ساهيا لاهيا، ورسول المنايا على أشباهي ونظرائي في السن رائحا وغاديا، وما زلت أعد من نفسي توبة لم أوف بها، وأخرها حطام أمنية لم أبلغها، ولم أنقع صداي (2) بمشاربها، حتى ساء العمل، ودنى الاجل، واشتد الوجل، وضاقت السبل، وانقطعت الحيل، وخاب الرجاء والأمل، إلا منك وحدك لا شريك لك، فلم يبق لي - يا رب - قوة استظهر بها، ولا مدة متراخية أتمكن عليها، ولا أعامل صالحة أرجع إليها، ولا ثقة مستحكمة اعتمد عليها، إنما كنت آكل هنيئا، وألبس ثوب عافيتك مليا، وأتقلب في نعمتك سويا، ثم اقصر في حقك، واعرض عن ذكرك، واخل بما يجب علي من حمدك وشكرك، وأتشاغل بلذاتي وشهواتي عن أمرك ونهيك، حتى أبلت الأيام جدتي (3) وطراوتي، وأقامتني على شفا حفرتي، ومصارع منيتي، فأراني - يا رب العزة - بادي العورة،
পৃষ্ঠা ৯৭