মুজমাল তারিখ দুময়াত
مجمل تاريخ دمياط : سياسيا واقتصاديا
জনগুলি
وقد ذكر ياقوت في معجم البلدان أن هذه المصانع الأهلية في دمياط كانت تقوم قبلي المدينة على الخليج الذي كان يمر عبر المدينة ويصب في بحيرة تنيس، كما ذكر أن هذه المصانع كانت تسمى «بالمعامل». قال: «ومن ظريف أمر دمياط أنه في قبليها على الخليج مستعمل فيه غرف تعرف بالمعامل يستأجرها الحاكة لعمل الثياب الشرب، فلا تكاد تنجب إلا بها، فإن عمل بها ثوب وبقي منه شبر، ونقل إلى غير هذه المعامل، علم بذلك السمسار المبتاع للثوب فينقص من ثمنه لاختلاف جوهر الثوب عليه.»
وعندما استقل الفاطميون بمصر عنوا عناية خاصة بصناعة النسيج وبدور الطراز ، فقد امتازت الحياة في عصرهم بالبذخ والترف، وسن خلفاؤهم تقاليد خاصة للاحتفال بالمواسم والأعياد، وكانوا يسبغون في هذه المناسبات الهدايا والخلع من منسوجات دمياط وتنيس ودبيق على وزرائهم وكبار رجال دولتهم.
وظل الحال على هذا في العصر الأيوبي وإن كانت الحروب الصليبية التي توالت على دمياط قد أثرت في نشاط هذه الصناعة. وفي نهاية هذه الدولة هدمت دمياط؛ فهدمت بتهديمها مصانع النسيج بطبيعة الحال.
ولكن الموقع الجغرافي كما ذكرنا يساعد على قيام هذه الصناعة في هذه البقعة؛ ولهذا لم تلبث أن قامت صناعة النسيج ثانية في دمياط الجديدة، ولكنها لم تستطع أن تستعيد سابق مجدها، أما تنيس فقد هدمت بمصانعها ومبانيها في عهد الملك الكامل محمد الأيوبي.
وظلت دمياط تشتهر أيضا بصناعة النسيج طول العصرين المملوكي والعثماني، وهذا يفسر لم أنشأ محمد علي بها مصنعا آليا جديدا لصناعة الغزل. ومصانع النسيج الأهلية المتناثرة في دمياط حتى اليوم هي الأثر الباقي لمجد هذه الصناعة والمنحدر مع المدينة من أقدم العصور، ولكن يبدو أن دمياط في هذه العصور المتأخرة اتجهت إلى نسج الحرير، وخاصة بعد انتشاره من الصين في أنحاء العالم، وبعد أن كثر إنتاجه بالشام ذات الصلات التجارية الدائمة مع دمياط. وقد انتهى الأمر كما نرى اليوم إلى قيام مصانع بنك مصر الجديدة التابعة لشركة مصر لنسج الحرير.
وقد كانت تقوم في دمياط في العصور القديمة صناعات أخرى غير النسيج أهمها عصر السمسم وصناعة الأكياب، وصيد الأسماك والطيور، هذا عدا الصناعات المنزلية المختلفة كالنجارة والحدادة والصناعات الجلدية ... إلخ.
صيد السمك بشواطئ دمياط.
وقد اتجه سكان دمياط أخيرا - بعد القضاء على تجارة المدينة الخارجية - إلى العناية بهذه الصناعات حتى عمموها وأتقنوها وبزوا فيها الصناع الأوروبيين، فغدت دمياط أهم مدن القطر جميعا في إنتاج الأثاث والأحذية والجبن، وكان لوفرة إنتاجها في هذه الصناعات جميعا أثر كبير في إنقاص كميات الوارد منها إلى المملكة المصرية، بل إن مصر تصدر الآن كميات كبيرة مما تنتجه دمياط من هذه السلع إلى الخارج.
وإن ننسى لا ننسى أخيرا صناعة ضرب الأرز، فهي صناعة قديمة بدمياط، وقد ساعد على وجودها صلاحية الأراضي المجاورة للمدينة لإنتاج هذا النبات، وقد كان الأرز دائما من أهم صادرات دمياط إلى الخارج. •••
وبعد فهذه صورة سريعة لتاريخ دمياط من أقدم العصور حتى الآن - سياسيا واقتصاديا، أرجو أن أكون قد وفقت في تقديمها وإيضاحها، كما أرجو أن يوفقني الله سبحانه وتعالى إلى استكمال ألوانها وإبرازها للناس أتم وأوفى وأوضح مما هي عليه هنا في فرصة قريبة إن شاء الله.
অজানা পৃষ্ঠা