موجبات الجنة تأليف الإمام معمر بن عبد الواحد بن الفاخر الأصبهاني المتوفى سنة ٥٦٤ هـ تحقيق ناصر بن أحمد بن النجار الدمياطي مكتبة عباد الرحمن الطبعة الأولى ١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

অজানা পৃষ্ঠা

بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر حدثنا السيد الإمام الأجل الأوحد العالم، مختص الدين، فخر الإسلام، محي السنة وفي الأئمة - أبو أحمد: معمر بن عبد الواحد بن الفاخر القرشي - حرس الله علوه. الحمد لله حق حمده، والصلاة على رسوله محمد وآله، وأصحابه، وخلفائه من بعده، والتابعين لهم بإحسان. أما بعد: فإن الله ﵎ قال في محكم كتابه: ﴿يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات﴾، وقال - تعالى -: ﴿وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون﴾، وقال: ﴿وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى﴾، وقال: ﴿والذين ءامنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنتٍ﴾ وقال: ﴿إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلًا﴾، وقال: ﴿إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم﴾، وقال: ﴿جنات عدن يدخلونها﴾، وقال: ﴿ولمن خاف مقام ربه جنتان﴾، وقال - تعالى -: ﴿ومن دونهما جنتان﴾، مع آي كثيرة يطول حصرها. فقد أمر الله - تعالى - عباده بأنواع الطاعات، ووفق من شاء لها، وزينهم بفنون العبادات، ووعدهم الجنة عليها، فكما أنه أكرمهم بالإيمان ابتداءً بفضله، كذلك أوجب لهم الجنان، انتهاء، ورحمة، وكرامة لهم. وقد بيَّن رسول الله ﷺ جملة ذلك لأمته، ودلهم على ما يوجبها لهم قولًا وفعلًا،

1 / 15

أردت أن أجمع من الأخبار التي وردت عن رسول الله ﷺ، فيما يوجب للعبد الجنة إذا عمل به، والآثار الدالة على الخصال الحميدة التي من قام بها، فاز بدخوله فيها، ثم أذيلها بصفة الجنان، ودرجاتها، وقصورها، وحورها، وأنهارها، ودورها، وأشجارها، وثمارها، وما فيها من الأطعمة والأشربة، والثياب والحلي، وغير ذلك، تحريضًا للراغبين فيها، وحثًا للراغبين لها، وأنا أسأل الله التوفيق والعون فيما أقصده، وأريده، ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. باب في ذكر ما ورد أن قول لا إله إلا الله ثمن الجنة ١ - أخبرنا حمد بن علي بقراءتي، أنا الفضل بن محمد، أنبا عبد الله بن محمد، ثنا أبوأسيد، ثنا ابن أبي مسرة، ثنا حماد بن يزيد بن عبد الله الحنفي خُراساني، ثنا عصام بن طليق، عن ثابت، عن أنس بن مالك ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: التوحيد ثمن الجنة.

1 / 16

٢ - أخبرنا حمد بقراءتي، ثنا الفضل، ثنا عبد الله، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدثني رجاء؛ يعني ابن أبي رجاء، ثنا عبد الله بن عبد العزيز، ثنا يحيى بن عبد الله التميمي، عن سفيان الثوري، عن أبان، عن أنس بن مالك ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: لا إله إلا الله ثمن الجنة.
٣ - أخبرنا أبوالفتح الوراق بقراءتي عليه، أنبا محمد بن عبد الواحد الرازي: ثنا عمر بن إبراهيم بن محمد، ثنا أبوالحسن بن الصقر، ثنا أحمد بن علي الرازي: ثنا ⦗١٨⦘ أحمد بن مقاتل، ثنا حكام، ثنا إسحاق بن إسماعيل، عن طعمة، عن عمرو، عن أبان، عن أنس ﵁، قال: قال رجل، يا رسول الله، ما ثمن الجنة؟ قال: لا إله إلا الله. رواه حسين بن علي الجعفي عن طُعمة.

1 / 17

٤ - أخبرنا بروايته أبو شكر الحبَّال، ثنا أبونصر الكاتب، ثنا أبومحمد بن حيان، ثنا أبوسعيد: جبير بن هارون، ثنا علي الطنابسي، ثنا حسين بن علي الجعفي، عن طعمة، عن أبان، عن أنس ﵁ قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال، يا رسول الله، ما ثمن الجنة؟ قال: لا إله إلا الله. وكذلك رواه الحسن مرسلًا.
باب في ذكر حُسن الظن وأنه ثمن الجنةِ ٥ - أخبرنا ناطق بن عبد الله المستظهري، وجماعة إجازة، قالوا، ثنا الشريف أبونصر ⦗١٩⦘ الزينبي، ثنا أبومحمد الحسن المقري، أخبرني أبومحمد الحسين بن زيد مولى الموفق، حدثني محمد بن القاسم، حدثني إسماعيل بن علي الخزاعي، ثنا محمد بن إبراهيم الصيرفي، ثنا أبو نواس: الحسن بن هانئ الحكمي، عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: لا يموتن أحدكم حتى يحسن الظن بالله؛ فإن حُسن الظن ثمن الجنة. اللفظة الأخيرة غريبة لم نكتبها إلا بهذا السند.

1 / 18