وحزن بني إسرائيل على موسى، وبكائهم عليه بألفاظ تعبر عن ذلك كله بعد وقوعه، فكيف يشكل على عاقل مع ذلك أن ذلك ليس من كلام موسى، ولا مما أنزل الله على موسى؟ على أن التوراة التي توجد في أيدي العبرانيين (¬1) بينها وبين التوراة التي توجد في أيدي السامرة (¬2)
¬__________
(¬1) هم بنو إسرائيل، وينقسم تاريخ الإسرائيليين إلى خمسة أدوار الأول: من عهد إبراهيم عليه السلام إلى خروجهم من مصر، الثاني: من خروجهم من مصر إلى تأسيسهم الملكية، الثالث: من تأسيسهم الملكية إلى أسر بابل، الرابع: من أسر بابل إلى خراب بيت المقدس بيد الملك أدريان، الخامس: من عهد تفرقهم في الأرض إلى اليوم.
وفي الدور الثاني من سنة 1645 إلى 1080 ق.م اتجه الإسرائيليون تحت قيادة موسى إلى أرض كنعان التي سموها بالأرض الموعود بها، فاجتازوا في طريقهم الخليخ الغربي من البحر الأحمر، ثم تاهوا في الصحراء أربعين عاما فسموا بالعبرانيين. راجع دائرة معارف القرن العشرين 1: 280 وما بعدها.
(¬2) السامرة أو السامرية: وهم يقولون إن مدينة القدس هي نابلس، وهي من بيت المقدس على ثمانية عشر ميلا، ولا يعرفون حرمة بيت المقدس ولا يعظمونه، ولهم توراة غير التوراة التي بأيدي سائر اليهود، ويبطلون كل نبوة كانت في بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام، وبعد "يوشع".
ويقول ابن حزم: والسامرة يزعمون أن توراتهم هي المنزلة، ويقطعون أن التوراة التي بأيدي اليهود محرفة مبدلة، وسائر اليهود يقولون: إن التي بأيدي السامرية محرفة مبدلة. الفصل في الملل والأهواء والنحل 1: 202، والملل والنحل للشهرستاني 1: 218 219.
পৃষ্ঠা ৯৮