وعن الحسن أنه قال: لم يعذب الله أمة حتى يخرج الله نبيئها من بين أظهرها، ولم يعذب أمة وفيها من يتوب في علمه، فقوله: {وهم يستغفرون} أي وهم يتوبون، وقال أيضا: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني ولا يشركون بي شيئا، ومن كفر بعد ذلك فأولئك هو الفاسقون} (¬1) فصدقت أخبار الله، وتمت على ما أخبر به، وظهر دين الله على من خالفه من الأديان، واستخلف الله أهل دينه في الأرض، كما استخلف الذين من قبلهم، ومكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وبدلهم من بعد الخوف أمنا، كما وعده في كتابه. فهذا وأشباهه من أخبار القرآن دلالة واضحة، وحجة ظاهرة، وشهادة عادلة، مما لا يقدر مكذب أن يقدح فيه، ولا مشغب أن يحتال على صدق النبي _صلى الله عليه وسلم_، وصحة نبوته، والحمد لله رب العالمين.
¬__________
(¬1) - سورة النور، آية رقم 55.
পৃষ্ঠা ৮২