-صلى الله على محمد وعليه-، وأنكروا رسالة من سواه من الرسل، فيقال لهم: لم أنكرتم بعث الرسل من الله تعالى إلى خلقه؟ فإن قالوا: لأنا وجدنا الخلق مستغنين عن كل علم، وعن كل أمر، لما يجدونه في عقولهم من المعرفة، فيقال لهم: ألستم تجدون تذكار العباد بعضهم لبعض وتنبيه بعضهم بعضا، وتعليمهم إياهم مما يزيد في علومهم، وفي مخافتهم من الله، ومن مراعاتهم لطاعته، وشكرهم على نعمائه؟ فإن زعموا أن ذلك مما لا يزيد في علوم العباد، ولا في مخافتهم من الله تعالى، أبطلوا ما في عادة الخلق، وأحالوا ما توجبه العقول، فإن قالوا: بل قد يزيد ذلك في علوم العباد وفي طاعتهم الله تبارك وتعالى ومراعاتهم لأمره، قيل لهم: فما أنكرتم مع هذا أن يكون بعث الله عز وجل رسله إلى عباده على جهة التذكار لهم، والزيادة في الشرائع والنقصان منها على أقدر أزمانهم، ومصالح شؤونهم؟ وكيف قضيتم بأن بعث الرسل من الله تعالى إلى عباده ليس من الحكمة رأسا، وتحكمتم في ذلك؟
পৃষ্ঠা ৪৯