মুজাজ
الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة
জনগুলি
ووجه آخر في سقوط مسألته: أنه لا يخلو المثاب المعاقب من أن يكون مؤمنا وكافرا جميعا، أو مؤمنا دون كافر، أو كافرا دون مؤمن، فبطل أن يكون مؤمنا كافرا معا، لما في ذلك من الاختلاط الذي لا يسوغ به قول، ولا يوصف معه حكم، وأن يكون مؤمنا معذبا في النار، معاقبا في الجحيم. فهذا غاية التكذيب لله عز وجل، قال: (أولئك عنها مبعدون) (¬1) في أمثالها، أو أن يكون كافرا دون مؤمن، فيكون معذبا على كفره، معاقبا على عصيانه لربه، فهو ما نقول.
ووجه آخر في سقوط مسألته: أنه لو كان مثابا معاقبا لم يخل من أن يكون من أهل الثواب في الجنة أو من أهل العقاب في النار، أو من أهلهما جميعا، فبطل أن يكون من أهلهما جميعا، لما في ذلك من غاية الفساد، أو أن يكون من أهل الجنة، فيكون معذبا معاقبا في النار، وهذا غاية التكذيب لله عز وجل. وقد قال: (أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا) (¬2) ، أو أن يكون من أهل النار معذبا على عصيانه لربه وكفره به، فهو ما قلنا، ويبطل عنه عند ذلك أن يكون من أهل الجنة ومن أهل الثواب.
¬__________
(¬1) سورة الأنبياء آية رقم 101. قال الفخر الرازي: قال أهل العفو: معناه أولئك عنها مخرجون، واحتجوا عليه بوجهين الأول: قوله تعالى: (وإن منكم إلا واردها) سورة مريم آية 71. أثبت الورود وهو الدخول، فدل على أن هذا الإبعاد هو الإخراج.
الثاني: إن إبعاد الشيء عن الشيء لا يصح إلا إذا كانا متقاربين لأنهما لو كانا متباعدين استحال إبعاد أحدهما عن الآخر؛ لأن تحصيل الحاصل محال. راجع التفسير الكبير 11: 266.
(¬2) سورة الفرقان آية رقم 24.
পৃষ্ঠা ১১৬