والكل هو الأب، والكل هو الابن، والكل هو روح القدس؟ فإن قالوا: نعم، قيل: فالأب هو الابن، والأب هو روح القدس، فإن يكن ذلك كذلك فالأب ابن لنفسه، والابن أب لنفسه؛ لأن هذا كله من واحد، وهذا المحال من الكلام الذي قد بان اختلاطه، وإن هم جزأوا فجعلوا جزءا مما في البدن ابنا، وجعلوا جزءا روح القدس، وجعلوا جزءا آخر أبا، قيل لهم في ذلك كما قيل لهم في الكلام الأول قبل هذا، وهو أن يقال : ما جعل البعض أولى أن يكون ابنا من البعض الآخر، وأن يكون أبا من البعض الآخر؟ ولا نعلم في ذلك حيلة ولا جوابا، ثم يقال لهم: أخبرونا عن معنى الأب أهو معنى الابن وروح القدس؟ وعن معنى الابن أهو معنى الأب وروح القدس؟ وعن معنى روح القدس أهو معنى الأب والابن؟ أو معنى كل واحد منهما غير معنى الآخر؟ فإن قالوا: معنى كل واحد منها هو معنى الآخر قيل لهم: فلم سميتم الأب أبا دون أن تسموه ابنا أو روح القدس؟ أو لم سميتم الابن ابنا دون أن تسموه أبا أو روح القدس؟ أو لم سميتم الروح القدس روح القدس، دون أن تسموه أبا أو ابنا؟ وكل معنى واحد منها هو معنى الآخر، فإن قالوا: معنى كل واحد منها غير معنى الآخر، كررنا عليهم المسألة الأولى من اتفاق الصفات واختلافها، حتى يخرجوا إلى بطلان قدم الأب والابن وروح القدس جميعا، فذلك الذي أردناه منهم، ويقال لهم: أخبرونا عن الأقنوم (¬1)
¬__________
(¬1) الأقنوم: واحد الأقانيم، ويرى بعض رجال الكنيسة أن الأقانيم ثلاثة: الآب، والابن، وروح القدس..
পৃষ্ঠা ১০৯