وكان في هذا القرن كثير من الشعراء النصارى منهم: زهير بن أبي سلمى المزني والنابغة الزبياني وعنترة العبسي، وقد جمع الأب لويس شيخو اليسوعي تراجمهم وغيرهم من شعراء النصارى في كتاب عنونه شعراء النصرانية، وكان منهم الأسود بن جعفر وسلامة بن الجندل، وقوس بن حجل وعلقمة الفحل وذو الإصبع العدواني إلى غيرهم.
الفصل الثاني
في تاريخ سورية الديني في القرن السابع
(1) في بطاركة أنطاكية في هذا القرن
بعد وفاة إنسطاس الثاني نحو سنة 610 خلا كرسي أنطاكية من بطريرك مدة نحو ثلاثين سنة، ونحو سنة 640 أقيم مكدونيوس بطريركا على أنطاكية، وكان من أصحاب المشيئة الواحدة في المسيح، ويظهر أنه بقي حيا إلى سنة 655، وكانت إقامته في القسطنطينية، وخلفه مكاريوس وأقام في القسطنطينية أيضا، وكان حيا سنة 680 أو سنة 681 اللتين كان فيهما المجمع السادس الذي حرمه لإصراره على بدعة المشيئة الواحدة، وأرسله الملك إلى رومية، ومات فيها مصرا على ضلاله وأقام هذا المجمع توافان بطريركا على أنطاكية، ودبر كرسيها إلى سنة 685.
والصحيح أن كرسي أنطاكية لم يقم عليه بطريرك من الروم، أو الملكية بعد موت توافان إلى سنة 743 على ما روى توافان في تاريخ السنة الثانية لقسطنطين الزبلي، وهي سنة 743 وتوافيلكتوس في تاريخه: «نعم ورد اسم جيورجيوس في التواقيع الملحقة بأعمال مجمع قصر الملك الذي عقد في القسطنطينية سنة 691»، ولكن حقق لاكويان أن توقيع جيورجيوس زيد من يد كاتب آخر على هذه التواقيع.
والذي خلف توافان في كرسي أنطاكية إنما هو القديس يوحنا مارون الذي كان يوحنا الفيلادلفي نائب الحبر الروماني في بطريركيتي أنطاكية وأورشليم قد أقامه أسقفا على البترون؛ ليحفظ رعيته من عدوى بدعة المشيئة الواحدة، فأساقفة السريان الموارنة اختاروه بعد وفاة توافان سنة 585 بطريركا على أنطاكية خاصا بهم؛ ليبعدوا شعبهم عن البدعة المذكورة التي كانت قد فشت في بطريركية أنطاكية كما أثبت البابا بناديكتوس الرابع عشر في خطبته بكرادلة الكنيسة الرومانية في 13 تموز سنة 1744، ومن هذا القديس ابتدأت سلسلة بطاركة الموارنة الأنطاكيين، وهي ثابتة بنعمة الله إلى الآن وتوفي هذا البطريرك سنة 1707.
أما مؤلفاته فهي أولا: نافور القداس المشهور باسمه، ثانيا: كتاب إيضاح الإيمان أنفذه إلى اللبنانيين من دير القديس مارون على العاصي موردا فيه شهادة من نحو من ثلاثين أب في إثبات عقائد الإيمان الكاثوليكي، ثالثا: كتابه في رد مزاعم اليعاقبة والنساطرة، رابعا: رسالته في التريصاجيون أي: التقديسات الثلاثة مثبتا فيه أنه لا يزاد عليها: «يا من صلبت لأجلنا ارحمنا.» إلا متى كانت موجهة إلى الأقنوم الثاني ابن الله الذي تجسد من أجلنا، خامسا: كتابه في الكهنوت مقسوما إلى أربعين فصلا، وقد أثبتنا نسبة صحة هذا الكتاب إليه في تاريخنا المطول، وفي كتابنا الموسوم بروح الردود، سادسا: كتابه في شرح رتبة القداس وقد أثبتنا نسبته إليه في الكتابين المذكورين، وأما هل كتب شيئا في بدعة المشيئة الواحدة، فظن السمعاني أنه لم يكتب شيئا لأسباب ذكرها العلامة المذكور، ولكن أثبت البطريرك يوسف إسطفان ببراهين قاطعة أنه كتب كتابا ضد هذه البدعة، وإن لم يصل إلينا، ورد على ظن السمعاني ورجحنا في تاريخه رأي العلامة البطريرك يوسف إسطفان. (2) في بطاركة أورشليم في القرن السابع
توفي عموص البطريرك الأورشليمي، فخلفه إسحق مدة ثماني سنين وقام بعده زكريا، وأخذه كسرى ملك الفرس مع خشبة الصليب المقدس إلى فارس، ثم عاد من منفاه سنة 629، وخلفه موديست الذي كان يدير البطريركية مدة نفيه سنة 631 وتوفي سنة 633، فخلفه سفرونيوس سنة 634، وهو الذي كان في أورشليم عند فتح المسلمين لها وهو الذي أشار على سكانها أن يستسلموا على يد الخليفة عمر بن الخطاب، وتوفي سفرونيوس نحو سنة 644، وخلا كرسي أورشليم من بعده سنين متطاولة، وأناب الحبر الروماني في تدبير أمورها يوحنا أسقف فيلادلفيا (وهي عمان)، ثم عمم ولايته إلى بطريركية أنطاكية أيضا، والظاهر أنه لم يقم بعد سفرونيوس بطريرك على أورشليم إلا في مبادي القرن الثامن. (3) في بعض المشاهير بسورية في هذا القرن
توما الحرقلي أسقف مرعش
অজানা পৃষ্ঠা