আলফ্রেড নর্থ হোয়াইটহেডের সংলাপ
محاورات ألفرد نورث هوايتهد
জনগুলি
وتحدثنا في السبب الذي أدى إلى تفوق الطبقة الوسطى بهذه الدرجة المؤسفة، وكان من رأيه أن ذلك راجع إلى أنهم نخبة ممتازة نجحت في حياتها لأنها جديرة بوظيفة محدودة - هي وظيفة خلق العمل المريح - في عصر معين، وإن لم يكونوا في الواقع فئة ممتازة، ولكنهم طبقة ذات موهبة تدفع بها الظروف المتقلبة إلى أعلى. «أما في إنجلترا فإن هذه الطبقة عندما يعتريها شعور صادق بالخروج على التقاليد الدينية، تتحول إلى طائفة من الناس لها قيمتها، ولها أهمية تاريخية قصوى.» - «هل تنقسم الطبقة الوسطى إلى فئتين؛ إحداهما تتأثر بالعاطفة الدينية أو بالإحساس بالجمال - الذي يخفف من وطأة وظيفتهم الاقتصادية - والأخرى تلك التي تتأثر أساسا ب «دوافع الملكية» أو لعلها تتأثر بهذه الدوافع وحدها؟» - «نعم، وأظن ذلك يفسر لنا الحقيقة. وقد وجد أن الطبقة الأرستقراطية وطبقة العمال في إنجلترا بينهما قدر كبير مشترك، وتفاهم متبادل، أكثر مما بين إحدى هاتين الطبقتين والطبقة الوسطى. إنهما يتعارفان عن طريق الرياضة، وكلاهما أقرب إلى الواقع وإلى الارتباط بالأرض. وأعتقد أن طبقتكم الوسطى هنا في أمريكا أعلى وأقوى أثرا من مثيلتها لدينا، ولا أحسب أن حركة اتحادات العمال عندكم مسئولة من الناحية السياسية أو تستطيع أن تستولي على الحكم. أما الأرستقراطية بالمعنى الأوروبي الذي يقصد طبقة مسئولة حاكمة، فلا وجود لها عندكم بطبيعة الحال.» - «إن كلمة الأرستقراطية في هذه البلاد معتلة. في الغرب الأوسط، عندما كنت صبيا، كانت كثيرا ما تقرن بسمك القد؛ فقد انتقلت هذه الفكرة إلى هناك من إنجلترا الجديدة، وهي تقصد بوسطن بصفة خاصة. يبدو لي أن أرستقراط إنجلترا الجديدة، إذا أطلقنا عليهم هذه الصفة، قد فقدوا أو تخلوا عن قيادتهم، واستوردوا جموعا حاشدة من الأوروبيين الجنوبيين يعملون لهم، ولما خافوا كثرتهم وفلقهم وقوتهم الكامنة، أصابهم الذعر، وتخلوا عن محاولة الكم، وتحول أصحاب الأصل الطيب منهم إلى دكاترة وأساتذة، ولكن كثرتهم تعيش على المال الموروث وعلى المركز الاجتماعي.»
فقال: «إن الأرستقراطية التي تنفض قيادتها تنهي وجودها؛ لأن المسوغ الوحيد لبقائها هو توليها القيادة. إن أفراد الطبقات العليا من الأمريكان في بوسطن وإنجلترا الجديدة من أرق من قابلت من الناس. إنهم مثقفون جذابون، ولكن لما تدفق المهاجرون إلى هنا من أوروبا في القرن التاسع عشر، لم يفعلوا لهم شيئا سوى العطف البشري في بعض صوره؛ وترتب على ذلك بعد جيلين - لما زاد المهاجرون عنهم في العدد والأصوات - أن وجدوا أنفسهم من الناحية السياسية تحت رحمة أناس لا يشعرون نحوهم أو نحو مؤسساتهم بالولاء.» وبعد لحظة قال: «إن عائلات التجار المنشقين على تقاليد الدين تزاوجت مع الأرستقراط الإنجليز ملاك الأراضي في القرن التاسع عشر، فبعثت جدية خلقية في طبقة الأرستقراط لا أظن أنه قد سبق وجودها في التاريخ.»
وكنت في بداية المساء قد لاحظت مثلا من رقة قلب هوايتهد ويقظته، وكان يتحدث عن الكاثوليكية، وانخفض صوته وهو يقول إن عقلنا كاثوليكي ونحن نكرس حياتنا للكاثوليكية. وكان نص ما قال: «إن الأناجيل المجملة من تفكير قوم أقوياء، إن الحواريين يجمعون الحنطة يوم السبت، يزجرهم حاكم القرية والمجلس القروي، وهم يجيبون في خشونة (واخشوشن صوته إلى حد الفظاظة): «وما الخطأ في ذلك؟» غير أن الدين الرسمي الذي يبدأ زهاء القرن الثاني - أعني التعاليم الكاثوليكية - فلسفة في الحياة، وكأنها تصدر عن رجل عاش عيشة منحلة، وجرب كل شيء، وكانت له علاقات جنسية مثيرة كثيرة، ثم - على حين بغتة - في سن الخامسة والثلاثين انقلب إلى النقيض، وتخلى عن كل صنوف الاستهتار.»
قلت: «ولماذا تحصر ذلك في المسيحية الرسمية. ألم تصف لنا بذلك صديقنا العزيز ليو تولستوي ؟»
وقال باسما: «ليس إلى هذا الحد!»
وأدى بنا ذلك إلى موضوع التأليف.
قال: «إن المرء في الواقع يكتب لقراء يبلغ عددهم نحو العشرة، وربما أعجب بما يكتب آخرون، هذا أمر واضح، ولكن إذا اقتنع هؤلاء العشرة رضي الكاتب عن نفسه، لا بد من قدر معين من التشجيع.»
وأثرت هذه المشكلة، وهي: لماذا يستنفد خلق العمل الفني خبرة الفنان المبدع، في حين أن لهذا العمل الفني قدرة لا حد لها لتكرار إثارة الحس عند المشاهد؟
قال: «ربما كان ذلك لأن كل المجهود البشري يوجه نحو غرض من الأغراض، سواء تحقق أو لم يتحقق، وهدف الفنان - وإن لم يبلغ النتيجة التي كان يرجوها برمتها - يتحقق إلى حد كبير؛ ومن ثم فإن الأمر بالنسبة إليه منته، والنقطة التي ينتهي عندها هي نقطة البداية عند المشاهد.» - «هذا رأي أقبله إجمالا، ولكني أرجح أن بيتهوفن وفاجنر وبراهمز وجيته قد رضوا عن أنفسهم إلى حد كبير بما أنتجوه في السمفونية التاسعة «ترستان»، بالعزف على الكمان، أو «فادوست». ولا أقصد أنهم لم يتمنوا أن يكون العمل أفضل مما انتهى إليه، ولكنهم استطاعوا أن يحسوا أنه بلغ من الجودة الحد الذي يستطيعون، ولم يكن أمامهم بعد ذلك ما يزعج خواطرهم.»
وعلى مائدة الطعام تحدثنا عن تدخل الصحافة الأمريكية في حياة الأفراد الشخصية. قال: «إن الناشر الإنجليزي يستطيع أن يوجه الخطاب إلى جمهور متماسك لا بأس من ذوي الأذواق، ممن يسهل الاتصال بهم؛ ولذلك فإن الناس المهتمين بكتاب له قيمة حقيقية يسمعون عنه، ويكفي عددهم لأن يجعل نشر الكتاب ذا فائدة. أما هنا، فإن الجمهور صاحب الذوق مشتت على رقعة فسيحة، ولا تزال البلاد قليلة السكان؛ ولذا فلا مناص للناشرين من إرسال المندوبين شخصيا إلى أماكن نائية على مسافات شاسعة، ويبدو أنهم يحسون في إعلانهم بأنه لا بد من أن تكون سمعة الكتاب أشد إثارة من الحقيقة. لا بد في أمريكا من إشاعة الحرارة في كل شيء، ومن بعث عنصر الإثارة فيه. إن جمهوركم في حقيقته أكبر من جمهورنا ، ولكنه بالنسبة إلى مجموع السكان عندكم أقل منه عندنا بكثير، جمهورنا يبلغ نحوا من خمسة وعشرين ألفا، أما جمهوركم فأكبر عددا ولكنه موزع؛ ويترتب على ذلك أن ناشري الصحف خاصة بدلا من أن يخاطبوا نخبة ممتازة تتقبل الروائع، لا بد لهم من تخفيف المادة وتمزيق المقال حتى يمكن توجيهه إلى جميع الطبقات، ويؤدي ذلك إلى الهبوط إلى القاسم المشترك بين معارف الناس. أضف إلى ذلك أنهم تورطوا في ارتفاع تكاليف الأنباء، بحيث أصبحوا يعتمدون على الإعلان للإنفاق عليها، ويضعف ذلك من استقلالهم.»
অজানা পৃষ্ঠা