মুহাম্মদ আলি জিন্নাহ
القائد الأعظم محمد علي جناح
জনগুলি
كان نزول الإنجليز عن السلطان قد أصبح في حكم الواقع القريب، وكان من المحقق عند البرهميين والمسلمين أن السلطان «الفعلي» سينقل رويدا رويدا إلى أيدي الهنود، ومنهم من كان كبير الأمل في انتقاله دفعة واحدة خلال سنوات لا تجاوز أصابع اليد الواحدة.
ولهذا أخذ ساسة المؤتمر يرفضون ما قبلوه واعتبروه من الحلول المعتدلة قبل ذلك، وكلما أصبحت السلطة القومية حقيقة واقعة أنكر ساسة المؤتمر شيئا مما كان مقبولا عندهم، وتشبثوا باحتكار القيادة واحتكار دعوى النيابة عن الهند قاطبة، فمنهم لا من غيرهم تصدر الأوامر والمشورات ومعهم لا مع غيرهم يتفق الإنجليز ونواب الطوائف.
وجرت الانتخابات مرات فأبى ساسة المؤتمر أن يعترفوا بنائب ناجح ما لم يكن عضوا في المؤتمر، مقرا لسياسته ومواثيقه.
وأنكروا حق العصبة في النيابة عن مسلمي الهند وقالوا: إنها جماعة من جماعات كثيرة، ثم صمدوا على هذا الإنكار بعد ثبوت هذه النيابة بنسبة النجاح بين المرشحين، فقابلت العصبة إنكارا بإنكار، وأعلنت أنها لا تعترف بالمسلمين أعضاء المؤتمر ما لم يكونوا أعضاء في العصبة ممثلين لها بتزكية منها. •••
وشاعت فكرة الانفصال وجعلت تزداد شيوعا كلما ازداد اليقين بصعوبة التفاهم على ضمانات الحكومة الموحدة، ونادى غاندي من جانبه باستحالة الفصل بين التوأمين السياميين اللذين تجمعهما بنية واحدة تموت بانفصال أحدهما عن الآخر.
ونادى حزب المؤتمر بشعاره الذي لا يتحول عنه وهو «الاستيلاء أولا ثم التقسيم ثانيا»، وأن البرهميين والمسلمين عليهم معا أن يناضلوا في سبيل الاستيلاء على الحكم القومي، ثم يعملوا على التقسيم بعد الاستيلاء عليه.
وطفق جناح يجيب على هذا الشعار بشعار مثله يلخص به موقفه وموقف العصبة الإسلامية، وهو أن المسلمين لا يناضلون في سبيل عبوديتهم.
وجاء يوم يئس فيه القائد الأعظم كل اليأس من التفاهم على ضمانات الحكومة الموحدة، وأجمع النية على ضرورة الانفصال.
ويبدو من وقائع شتى أنه كان على حق في يأسه وتعويله الحاسم على فض الخلاف بإقامة دولتين منفصلتين.
ولا نطيل في سرد هذه الوقائع؛ لأنها كما أسلفنا تستوعب المجلدات الضخام في الشرح والمناقضة والرد وإعادة الرد من الجانبين، ولكن واقعة كشمير بعد الانفصال مثل يغني عن أمثلة كثيرة على صعوبة التفاهم بالبينات والحجج المنطقية والمقاييس العامة التي يتفق عليها الطرفان، بل يتفق عليها جميع الأطراف.
অজানা পৃষ্ঠা