মুহালহিল সাইয়্যিদ রাবিয়া
المهلهل سيد ربيعة
জনগুলি
فقال الهجرس: إن امرأ القيس قد ذهب إلى منزله اليوم، ولا أراه يجرؤ على أمر إلا بعد أن تنصره هذه الفئة من الشيوخ.
فأطرق المهلهل حينا ثم قال في غيظ: وحق آلهة وائل ما هو بمنته حتى أذيقه عضة سيفي. ولولا أن يقول الناس إن المهلهل يقتل أصحابه لما أبقيت عليه منذ حين. لقد عرفته ورأيت خلافه علي منذ نصحني في أمر بجير. وإنه ما قال كلمته التي قالها بقصد النصح ولا الخير، بل قالها لتسير في الناس فتكون وصمة عار تلحق بي.
فقال الهجرس: «وإنه لا يزال يتحدث بها إلى الساعة، وكانت هي أولى كلماته في اجتماع اليوم.»
فقال المهلهل: «ويل له من خبيث! إنه ليضلل الحمقى من قومي إذ يسمعون أنه نصحني بالعفو عن الفتى المسكين ابن أختي أم الأغر فعصيته، وقتلت الفتى بغير جريرة.»
فقال الهجرس: «صدقت يا عماه، فقد رأيت أثر قوله في الناس منذ تكلم، فأخذوا يتهامسون فيما بينهم عما أصاب تغلب من جراء مخالفتك وقتل الفتى.»
فصاح المهلهل: أغرار وحق أوال يا ولدي، ما بعث الحارس بولده إلي إلا وهو يأمرني بالكف عن حرب قومه، فلو خالفته وأبيت إلا الحرب لما كان منه إلا أن ينصر قومه. لقد عرفت منذ تحرك الحارث أنه إنما غضب لمن قتل من بكر، وأنه لا يريد إلا التماس الحيلة لإثارة الناس علي، فبعث بابنه بجير حتى يظهر للعرب جميعا أنه قد أرضاني ورغب في إنصافي، ولو لم أقتل بجيرا لما عدل عن الحرب، ولما انصرف عن نصرة قومه. لقد عرفت أنه عدو منذ بعث إلي رسالته، وما كان ينبغي لي إلا أن أبدأ عدوي بالحرب قبل أن يبدأني.
وسكت لحظة ثم نظر إلى الهجرس وقال: دع هذا يا هجرس فليس يغني القول عنا، هي الحرب فلنمض إليها. سنمضي إليها قبل أن تلتئم هذه الجراح، هلم يا ولدي فلن نطيل الحبل لابن أبان ليمضي في مكره وكيده، لأحملنه على الحرب حملا. إذا لم يكن من الحزم أن ألجمه سيفي، هلم يا ولدي، فالليلة نستعد للقاء عدونا .
ثم خرج وسار الهجرس إلى جواره يقصدان مجمع القوم في الطرف الآخر من المحلة.
الفصل الثالث عشر
تجهز بنو بكر للمسير إلى وادي قضة، وقد انتعشت وعاودها الأمل بعد الانتصار، فلم تطق الصبر وأرادت أن تنتهز فرصة ما أصاب تغلب من الوهن والجراح لكي تجعل الوقعة المقبلة قاصمة الظهر. وزاد من حرص بكر على الإسراع إلى مواصلة الحرب ما بلغها من أنباء الخلاف بين شيوخ تغلب وشبانها، فقد سارت الركبان بأحاديث ما يضمره المهلهل لامرئ القيس بن أبان، وما أحدثه الهجرس بن كليب من الفرقة بين شيوخ القوم وبين ناشئتهم. فعلموا أنهم إن صدموا عدوهم صدمة عنيفة لم يجدوه إلا مقسم الأهواء مشتت الآراء. فلم تقعدهم شدة الحر عن الاستعداد السريع، ولم تثنهم الرياح العاصفة المحرقة عن عزيمة المسير، واجتمعوا في ناديهم في لباس الحرب يتشاورون في الخطة المقبلة. وكان فيهم فرسان من شيبان وقيس بن ثعلبة وعجل وحنيفة، وفيهم الفارس الشاعر الذي ما زال رغم تقادم السنين بطل الحروب؛ الفند بن سهل سيد قبائل بكر باليمامة، وقد أتى مع قومه لنصرة إخوانه عندما بلغه اعتداء المهلهل بقتل بجير، وكان الحارث بن عباد في صدر النادي، وقد جلس حوله شيوخ العشائر والبطون في حلقة مفرغة، وجلس سائر القوم في صفوف غير منتظمة بعضها يتداخل في بعض.
অজানা পৃষ্ঠা