মুহালহিল সাইয়্যিদ রাবিয়া
المهلهل سيد ربيعة
জনগুলি
فسرت في الجلوس ضجة مكتومة، ولا سيما من شيوخ بني تغلب، وتحرك بعضهم يريد القيام غضبا.
فأشار إليهم الشيخ بيده أن يصبروا، فهدأت الضجة وسكن اللغط، ونظر القوم إلى الشيخ، وقد اعتدل أمام ولده الغاضب كأنه يريد أن يبطش به، ولكنه تحول بعد لحظة قصيرة وكأنما جال في نفسه خاطر طارئ صرفه عما كاد يهم به من عقاب ابنه. ثم نظر إلى القوم وقال لهم وهو يحاول أن يجمع شعوره ويكبح العاصفة الثائرة في صدره: «يا إخواني وأبناء عمي! اجعلوا ما قاله هذا الفتى يذهب مع الريح، فما هو إلا من جهل شاب ليس يدري ما حق هذا الأمير عليه.»
ثم نظر إلى ولده، وقال وهو متجهم: «أيها الابن المنكود. لقد صبرت على كثير من أذاك، ولكني أراك تماديت، وأحب أن أعلمك بشيء لست تعلمه لعلك ترجع عما يوغر صدرك، ويوشك أن يقطع بينك وبين أبيك.»
فأطرق الفتى وخشع قليلا عندما سمع قول أبيه، واعتدل في وقفته وقد أحس شيئا من الخجل لما أظهر من التحدي لشيخه، ولحظ أبوه ذلك فلان من عبسته، كأنه قد أمل أن يستلين قلب ابنه بالحجة والموعظة؛ لأنه كان يعلم أن الرهبة لن تمنع ذلك الابن من الإقدام على عظائم الأمور.
واستمر مرة فقال يخاطب شيوخ قومه ويسمع ابنه: «لقد علمتم ما كان من سطوة قبائل اليمن بنا وإذلالهم إيانا، أيام كنا لا نملك لأنفسنا أمرا، ولا نقوى على رد اعتداء.»
فقال شيخ أبيض اللحية، كان أقل الجلوس اكتراثا بما يجري حوله: «قسما بمناة لقد كانت قبائل اليمن تجتاح أرض تهامة ونجد، لا يقوى أحد على أن يرفع رأسه لها.»
قال مرة متجها إلى ابنه: «صدق أبو عامر؛ لقد كانت مذحج تسومنا الخسف، ولا تجتمع لنا كلمة في مقاومة عسفها، وبقينا مفرقين أشتاتا حتى أتى وائل بن ربيعة، ذلك الأمير الذي نتحدث عنه هذا الحديث القبيح، فاجتمعت عليه كلمة قومك من بني شيبان، ومن بني أبيهم بكر، ومن بني عمهم تغلب، فوقف بهم يوم خزازى، حتى قادهم إلى النصر والعز والمجد.»
فسرت في الجمع عند ذلك همهمة الارتياح، وعاد أبو عامر إلى الكلام فقال: «أما إنك تذكرنا بأيامنا المجيدة يا أبا همام، إني لأذكر النار التي أوقدت فوق خزازى لنهتدي بها ونجتمع عندها، وإني لأذكر كيف قاتلنا وكيف كانت كل ساعة تطلع بنا على بطل جديد من بيننا. كان ذلك كأنه بالأمس القريب، ولقد شفى وائل بن ربيعة نفوسنا وحق مناة من العدو المندحر.»
فعاد مرة إلى الحديث فقال: «وإنا لو أعطينا وائلا أموالنا وأنفسنا لكان ذلك بعض حقه علينا؛ فقد حفظ أعراضنا، وأعلى أمرنا، وجعل سيادة العرب لنا.»
فرد الجميع موافقين وقال أبو عامر: «إن يد وائل بن ربيعة علينا لا تكافأ بمال.»
অজানা পৃষ্ঠা