মুহালহিল সাইয়্যিদ রাবিয়া
المهلهل سيد ربيعة
জনগুলি
إذن لقد دخل الروضة دخيل تعمد أن يستبيح حماه حتى وطئ القنبرة المسكينة التي آوت إليه.
فاعتدل وتطلع فيما حوله وعاد إليه الغضب أشد مما كان، ولم يشك في أن ذلك الجريء الذي اعتدى عليه لم يكن سوى جساس؛ فهو وحده الذي يستطيع أن يقدم على إيماءة مثل هذه ليظهر بها ما في نفسه من استخفاف. فهو الذي آذى كلبه في الصباح، وما كان أحراه أن يكون هو الذي حطم عش هذه القنبرة المسكينة وحطم أفراخها الزغب تحت عينيها.
ولما رفع بصره إلى أعلى الخميلة رأى في الغصون القصية مواضع قضم ونزع، فألقى نظرة على الأرض فإذا آثار إبل، ورأى إلى جانب موضع العش رسم خف على الرمال، فزاد يقينه أن جساسا هو الذي استباح حماه. فذهب وهو ممتلئ من الغيظ وقد عزم على أن يفصل فيما بينه وبين الفتى الجريء؛ إذ صار الأمر بينهما إلى ما لا يستطاع معه احتمال. ولما هم بالسير لاحت له من خلال أشجار الروضة ناقة تقطف الأوراق الخضراء من أعالي الغصون، وتسير متباطئة بين الشجر تنزع من غصونها لقيمات. فتأملها فإذا هي ناقة بيضاء ضئيلة البدن هزيلة حدباء الظهر، ليس لها سنام. ولم تكن هذه من إبل جساس؛ فقد كانت إبله حمراء عالية تهتز أسنامها من خصوبة المرعى وعذوبة المورد، فوقف يتأملها حتى نزلت من الروضة وذهبت لتختلط بإبل جساس.
فأسرع كليب في أثرها حتى أدركها، ثم وضع يده على مقبض سيفه ليعقرها.
ولكنه سمع صوتا من ورائه ينادي في فظاظة: «تمهل يا كليب لا تفعل!»
فرفع يده عن سيفه ونظر فرأى من ورائه جساسا ينظر إليه في غضب ويبرق وجهه بما اعتاد من نظرات التحدي.
فقال له معبسا: «أهذه الناقة لك؟»
فقال جساس: «أجل. هي ناقتي.»
قال كليب: «ليست ناقتك فإني لم أرها من قبل.»
قال جساس: «هي ناقة ضيف نزل عندي وهي في جواري.»
অজানা পৃষ্ঠা