وقالت صفية بنت عبد المطلب [١]: [الخفيف]
لهف نفسي وبتّ كالمسلوب ... آرق الليل فعلة المحروب
من هموم وحسرة ردفتني ... ليت أنّي سقيتها بشعوب [٢]
حين قالوا إن الرسول قد امسى ... وافقته منيّة المكتوب
إذ رأينا أنّ النبيّ صريع ... فأشاب القذال أيّ مشيب
إذ رأينا بيوته موحشات ... ليس فيهنّ بعد عيش حبيبي
أورث القلب ذاك حزنا طويلا ... خالط القلب فهو كالمرعوب
ليت شعري وكيف أمسي صحيحا ... بعد أن بين بالرسول القريب
أعظم الناس في البرية حقّا ... سيّد الناس حبّه في القلوب
فإلى الله ذاك أشكو وحسبي ... يعلم الله حوبتي ونحيبي
وقالت صفية أيضا [٣]: [المتقارب]
أفاطم بكّي ولا تسأمي ... بصبحك ما طلع الكوكب
هو المرء يبكى وحقّ البكاء ... هو الماجد السيّد الطيّب
فأوحشت الأرض من فقده ... وأيّ البرية لا ينكب
فما لي بعدك حتى المما ... ت إلا الجوى الداخل المنصب
فبكّي الرسول وحقّت له ... شهود المدينة والغيّب
لتبكيك شمطاء مضرورة ... إذا حجب الناس لا تحجب
ليبكيك شيخ أبو ولدة ... يطوف بعقوته أشهب [٤]
ويبكيك ركب إذا أرملوا ... فلم يلف ما طلب الطلّب [٥]
وتبكي الأباطح من فقده ... وتبكيه مكّة والأخشب
_________
[١] ابن سعد ٢/٤٢٩. صفية بنت عبد المطلب بن هاشم، سيدة قرشية، شاعرة، وهي عمة النبي ﷺ، أسلمت قبل الهجرة، وهاجرت إلى المدينة، وتوفيت بها سنة ٢٠ هـ. (الإصابة، كتاب النساء ت ٦٥١، ذيل المذيل ص ٦٩، التبريزي ٤/١٤٧، المحبر ص ١٧٢) .
[٢] في حاشية ب، ل: الشعوب اسم من أسماء الموت.
[٣] طبقات ابن سعد ٢/٢٥٠.
[٤] في حاشية ب، ل: العقوة المحلة وما حول الدار.
[٥] في حاشية ل: أرملوا فرغ زادهم.
1 / 65