نبّ المساكين أنّ الخير فارقهم ... مع الرسول تولّى عنهم سحرا
من ذا الذي عنده رحلي وراحلتي ... ورزق أهلي إذ لم يؤنسوا المطرا [١]
ذاك الذي ليس يخشاه مجالسه ... إذا الجليس سطا في القول أو عثرا
كان الضياء وكان النور يتبعه ... وكان بعد الإله السمع والبصرا
فليتنا يوم واروه بمحنية ... وغيّبوه وألقوا فوقه المدرا
لم يترك الله خلقا من بريّته ... لم يعش بعده أنثى ولا ذكرا
ذلّت رقاب بني النّجار كلّهم ... وكان أمرا من أمر الله قد قدرا [٢]
وقال كعب بن مالك [٣]: [المتقارب]
يا عين فابكي بدمع ذرى ... لخير البرية والمصطفى [٤]
وبكّي الرسول وحقّ البكاء ... عليه لدى الحرب عند اللقا
على خير من حملت ناقة ... وأتقى البرية عند التّقى
على السيد الماجد الجحفل ... وخير الأنام وخير الله اللها [٥]
له حسب فوق كلّ الأنا ... م من هاشم ذلك المرتجى
نخصّ بما كان من فضله ... وكان سراجا لنا في الدجى
وكان بشيرا لنا منذرا ... ونورا لنا ضوؤه قد أضا
فأنقذنا الله في نوره ... ونجّى برحمته من لظى
وقالت أروى بنت عبد المطلب [٦]: [الوافر]
ألا يا عين ويحك أسعديني ... بدمعك ما بقيت وطاوعيني
ألا يا عين ويحك واستهلّي ... على نور البلاد وأسعديني
فان عذلتك عاذلة فقولي ... علام وفيم ويحك تعذليني
_________
[١] ب، ش، ط، ل: يؤنس المطرا.
[٢] ش: من الرحمن قد قدرا.
[٣] ابن سعد ٢/٢٤٧. كعب بن مالك بن أبي كعب الأنصاري شاعر الرسول توفي سنة ٥٠ هـ (جمهرة أنساب العرب ص ١١، شواهد المغني للسيوطي ص ٣٥٦.
[٤] ط، ب، ش، ل: بدمع درر.
[٥] في حاشية ب، ل: يعني خير من نطق.
[٦] طبقات ابن سعد ٢/٢٤٨- ٢٤٩. أروى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، تزوجها في الجاهلية عمر بن وهب بن عبد مناف، أسلمت بمكة وهاجرت إلى المدينة (طبقات ابن سعد ٨/٤٩) .
1 / 62