315

মুহাদারাত

المحاضرات والمحاورات

প্রকাশক

دار الغرب الإسلامي

সংস্করণ

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٢٤ هـ

প্রকাশনার স্থান

بيروت

فنّه [١]، فانّ المتصدر قبل أوانه سفيه، وربّ فقيه لا أدب فيه، فلما أتم درسه، وبسط لي أنسه، وسألني عن حالتي، فقلت في لجاجتي: نحن عشرة ذوو نسب، وألو علم وأدب، وقد أنشد كلّ منا بيتي شعر، سامهما بأغلى سعر، وأقام وزنهما، وقال: إنهما وإنهما، وأنا رسول أصحابي إليك، لتنصف بيننا فقد دللت عليك، فقال: قل ما أردت أن تقول، وابدأ بنفسك ثم بمن تعول، ثم أصاخ إليّ، فأنشدت بيتيّ، وهما: [السريع]
زائرة زارت بلا موعد ... أفدي بما أملكه سيرها
فقلت ماذا وقته فارجعي ... وعاوديني ليلة غيرها
فقال: هذا سوء الأدب بالأدب، والدليل على ضعف الطلب، أتزورك متفضلة، وترجع خجلة، سأنشدك بيتين لا مطعن عليهما، ولم أسبق إليهما [٢]: [السريع]
جبرت يا عائدتي بالصله ... فتممي الإحسان تنفي الوله
وهذه قد حسبت زورة ... لم أنت يا لعبة مستعجله
ثم قال: هكذا المعاني، فأنشدته قول الثاني: [السريع]
يا من أعار الليث حسن اللقا ... وكم أعار السحب الهطلا
بعضك في الجود ككلّ الورى ... فاعجب لبعض يعدل الكلّا
فقال: لقد أشبهك في بيتيك، لا بل أربى في سوء الأدب عليك، فمن أعار الليث لقاه، فبماذا يلقى عداه؟ ومن أعار السحب الهطل، فقد خلت عن الهطل يداه، ولو أبدل أعار ب (علّم)، واحترز من خطر عموم البيت الثاني، كان أسلم، إذ يلزمه أن يكون بعض هذا الممدوح، مساويا في الجود للورى حتى للكليم والروح، لقد أخطأ وأحال، ويا ليته قال: [مخلع البسيط]
علّمت ليث الشرى وثوبا ... والسحب علّمتهنّ هطلا
حاشاك ذمّ وكلّ ضدّ ... فصحّ قولي حاشا وكلّا
ثم قال: قد أريتك المباحث، فأنشدته قول الثالث: [السريع]
لو كنت محتاجا إلى درهم ... لكان بالمدّاح لي أسوه
وكان من لا يعطني أهجه ... فالحمد لله على الثروه

[١] قوله: (فاحتقرته لحداثة سنه.... غير فنه) ساقطة من نسخة ب.
[٢] البيتان في فوات الوفيات ٣/١٥٨ تحقيق إحسان عباس ط بيروت ١٩٦٨، مع خلاف يسير في الرواية، والبيتان في أعلام النبلاء ٥/٧، وتتمة المختصر في أخبار البشر لابن الوردي، ١/٢٨٥، تحقيق رفعة البدراوي، ط بيروت ١٩٥٠ م.

1 / 339