ذكر مستحسنات انتقيتها من طبقات ابن سعد
أخرج [١] من طريق ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله، قال: بلغني أن إسماعيل النبي ﷺ اختتن وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وأخرج من طريق ابن وهب عن حرملة بن عمران عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، قال: ما يعلم موضع قبر نبي من الأنبياء إلا ثلاثة؛ قبر إسماعيل، فانه تحت الميزاب بين الركن والبيت، وقبر هود فانه في حقف من الرمل تحت جبل من جبال اليمن عليه شجرة تندي [٢]، وموضعه أشد الأرض حرّا، وقبر رسول الله ﷺ، فان هذه قبورهم تحقّق.
وأخرج من طريق ابن وهب عن ابن لهيعة عن أبي الأسود، قال: سمعت أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة يقول: ما وجدنا في علم عالم ولا شعر شاعر أحدا يعرف ما وراء معد بن عدنان بثبت.
وأخرج عن عروة قال: ما وجدنا أحدا يعرف ما وراء معد بن عدنان [٣]، وأخرج من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: أن النبي ﷺ كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبته معد بن عدنان بن أدد، ثم يمسك، ويقول: كذب النسابون، قال تعالى:
وَقُرُونًا بَيْنَ ذلِكَ كَثِيرًا
[٤] .
قال ابن عباس: لو شاء رسول الله ﷺ أن يعلّمه لعلّمه. وأخرج عن ابن الكلبي قال:
كتبت للنبي ﷺ خمسمائة أمّ، فما وجدت فيهن سفاحا ولا شيئا مما كان من أمر الجاهلية.
وأخرج عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم، أن عبد الملك بن مروان سأل محمد بن جبير: متى سمّيت قريش قريشا؟ قال: حين اجتمعت إلى الحرم من تفرقها، وذلك التجمع التقرّش، فقال عبد الملك: ما سمعت هذا، ولكن سمعت أنّ قصيّا كان يقال له القرشي، ولم تسمّ قريش قبله.
وأخرج عن الكلبي قال: ولد عبد المطلب اثني عشر رجلا وست نسوة [٥]، الحارث وهو أكبر ولده، وبه يكنّى مات في حياة أبيه، وعبد الله والد رسول الله [٦] ﷺ، والزبير، وكان شاعرا شريفا، وإليه أوصى عبد المطلب، وأبو طالب، واسمه عبد مناف،
_________
[١] راجع الطبقات الكبري لابن سعد، تحقيق محمد عبد القادر عطا، ط دار الكتب العلمية، بيروت ١٩٩٠- ١٩٩١، وطبعة صادر، بيروت، في مواضع كثيرة.
[٢] في حاشية الأصل: أي تحصل منها نداة.
[٣] الطبقات ١/٤٨، ومعد بن عدنان بن أدد بن الهميسع من أحفاد إسماعيل، ومن سلسلة النسب النبوي.
[٤] الفرقان ٣٨.
[٥] ينظر في نسب أعمام الرسول وعماته: جمهرة أنساب العرب لابن حزم.
[٦] ب، ط، ش: والد النبي.
1 / 55