154

মুহাদারাত উদাবা

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

প্রকাশক

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٢٠ هـ

প্রকাশনার স্থান

بيروت

المعترف بالتزيّد والتكذيب قال خالد بن صفوان: أني لا أسمع الحديث فلا أحدّث به، حتى أتوبله وأفلفله وأسعتره، وقال: أني لأسمع الحديث مجردا فأكسوه، وممرطا فأريشه. وقيل لحيّان: إنك لتكذب في الحديث. فقال: ما يضرّك كذبه ولا ينفعك صدقه، وما يدور إلا على لفظ جيّد ومعنى حسن. ولو أردته لتلجلج «١» لسانك وذهب بيانك. المعتذر منه قال بعضهم: ونصرة الحق أفضت بي إلى الكذب. قال الشاعر: وزعمت أني قد كذبتك مرّة ... بعض الحديث وما صدقتك أكثر وفي المثل: عند النوى يكذبك الصادق. المتأهب في الكذب تشاجر رجلان في سواد، تراءى من سطح، فقال أحدهما: غراب. وقال الآخر: خفّ. وحلف كل منهما على صدق ما قاله. فدنوا منه فطار، فقال صاحب الغراب: كيف ترى؟ فقال الآخر: امرأته طالق ثلاثا، إن كان إلا خفا ولو بلغ مكة طيرانا. وقال بعضهم لابنه: إكذب على الأموات وباهت مع الأحياء. وقيل لإعرابي: بم غلبت؟ فقال: أبهت بالكذب وأستشهد الموتى. صعوبة سماع الكذب قيل لبعض ندماء السلطان: ما حالكم معه؟ قال: نحن كما قال الله تعالى: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ «٢» . وكان رجل يكثر الكذب وله غلام يخالفه ويكذّبه، فقال له يوما: كنت في ضيعة لي في حصاد زرع، فرميت طيرا فوجدت في حوصلته رطبة، لم ينضج نصفها. فقال الغلام: استدع السوط ولا تهذ «٣» متى يجتمع الحصاد والرطب يا أحمق. ما يجوز أن يكذب المرء فيه في كتاب جاويزان فروخ: محرم على السامع تكذيب القائل إلا في ثلاث: صبر الجاهل على مضض المصيبة، وعاقل أبغض من أحسن إليه، وحماة أحبّت كنّة.

1 / 158