.. لَا تقبلن عهودًا لَا وَفَاء لَهَا ... إِن المدير عَلَيْك الرَّأْي شَيْطَان
إِن الصُّدُور الَّتِي استعذبت أَولهَا ... أعجازها لَك إِن حصلت خطبان
كَيفَ الْمقَام بِأَرْض لَيْسَ يملكهَا ... ذَاك المبرأ من نقص سُلَيْمَان ...
وَذكر الفرضي أَنه مَاتَ خاملًا فِي مُدَّة عبد الرَّحْمَن بن الحكم وبيته بَيت كِتَابَة ورئاسة
١٧ - أَبُو الْقَاسِم إِبْرَاهِيم بن الإفليلي
ذكر ابْن حَيَّان أَنه بذ أهل زَمَانه بقرطبة فِي علم اللِّسَان والضبط لغريب اللُّغَة والمشاركة فِي بعض الْمعَانِي وَكَانَ غيورًا على مَا يحمل من ذَلِك كثير الْحَسَد رَاكِبًا رَأسه فِي الْخَطَأ الْبَين إِذا تقلده
واستكتبه المستكفي فبرد وَوَقع كَلَامه خَالِيا من البلاغة لِأَنَّهُ كَانَ على طَريقَة المعلمين فزهد فِيهِ وَمَا بَلغنِي أَنه ألف شَيْئا إِلَّا كِتَابه فِي شعر المتنبي وَلَحِقتهُ تُهْمَة فِي دينه أَيَّام هِشَام فسجن فِي المطبق
وَابْن شَهِيد كثير الْوُقُوع فِيهِ والتنذير بِهِ قَالَ فِي كَلَام وَصفه فِيهِ وَهُوَ أَشَّدهم ضنانة بألا يكون بالأندلس محسن سواهُ وَكَانَ الرَّأْي عِنْدِي لَهُ أَن يسكن أَرض جليقية حَتَّى لَا يسمع لخطيب فِيهَا ذكرا وَلَا يحس لشاعر شعرًا فينعم هُنَالك فَردا وَلَيْسَت شيبته شيبَة أديب
1 / 72