الْجمع وَصَارَ الى بلنسية فَمَاتَ بهَا فِي سنة ثَمَان وَمِائَتَيْنِ وَأحسن عبد الرَّحْمَن الْخلف على وَلَده وَعَلِيهِ قدم بَنو عبد الْوَهَّاب بن عبد الرَّحْمَن بن رستم صَاحب تيهرت وَأنْفق عَلَيْهِم ألف ألف دِينَار
وَفِي السّنة الْمَذْكُورَة
ثارت فتْنَة تدمير بَين الْيمن وَمُضر ودامت سبع سِنِين وَكَانَ انبعاثها من ورق دالية جمعهَا مُضَرِي من جنان يمني بِغَيْر أمره فَقتله الْيَمَانِيّ وَكَانَ أَكْثَرهَا دائرًا على اليمانية
وَفِي سنة عشر وَمِائَتَيْنِ
أَمر عبد الرَّحْمَن عَامله جَابر بن مَالك أَن يتَّخذ مرسية منزلا للولاية وتحرك بِنَفسِهِ الى حِصَار طليلطلة وماردة وَفتح حصونًا كَثِيرَة من جليقية وَوَصله كتاب صَاحب الْقُسْطَنْطِينِيَّة يذكر مَا كَانَ بَين السلفين فِي الْمشرق والأندلس فجاوبه بِكِتَاب فِيهِ إنحاء على الْمَأْمُون والمعتصم
وَفِي سنة خمس وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ
هلك مَحْمُود بن عبد الْجَبَّار الْبَرْبَرِي البطل الْمَشْهُور المنتزى بماردة الَّذِي دَامَت محاربته مَعَ أَصْحَاب عبد الرَّحْمَن واشتهرت وقائعه كَانَ قد فر إِلَى أذفنش وَأَرَادَ أَن يرجع إِلَى السُّلْطَان وَهُوَ بحصن من جليفية فحاربه اذفنش فجمح بِهِ فرسه فِي الْحَرْب وصدم بشجرة بلوط قتلته وَبَقِي مجدلًا فِي الأَرْض حينا وفرسان النَّصَارَى قيام على ربوة يهابون الدنو إِلَيْهِ وَيَخَافُونَ أَنَّهَا حِيلَة مِنْهُ
1 / 48