التَّنْبِيه الثَّانِي أَنه لَيْسَ من أَقسَام أما الَّتِي فِي قَوْله تَعَالَى ﴿أم مَاذَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ﴾ وَلَا الَّتِي فِي قَول الشَّاعِر
٨٦ - (أَبَا خراشة أما أَنْت ذَا نفر ... فَإِن قومِي لم تأكلهم الضبع)
بل هِيَ فيهمَا كلمتان فالتي فِي الْآيَة هِيَ أم المنقطعة وَمَا الاستفهامية وأدغمت الْمِيم فِي الْمِيم للتماثل وَالَّتِي فِي الْبَيْت هِيَ أَن المصدرية وَمَا المزيدة وَالْأَصْل لِأَن كنت فَحذف الْجَار وَكَانَ للاختصار فانفصل الضَّمِير لعدم مَا يتَّصل بِهِ وَجِيء ب مَا عوضا عَن كَانَ وأدغمت النُّون فِي الْمِيم للتقارب
إِمَّا الْمَكْسُورَة الْمُشَدّدَة
قد تفتح همزتها وَقد تبدل ميمها الأولى يَاء وَهِي مركبة عِنْد سِيبَوَيْهٍ من إِن وَمَا وَقد تحذف مَا كَقَوْلِه
٨٧ - (سقته الرواعد من صيف ... وَإِن من خريف فَلَنْ يعدما)
أَي إِمَّا من صيف وَإِمَّا من خريف وَقَالَ الْمبرد والأصمعي إِن فِي هَذَا الْبَيْت شَرْطِيَّة وَالْفَاء فَاء الْجَواب وَالْمعْنَى وَإِن سقته من خريف فَلَنْ يعْدم الرّيّ وَلَيْسَ بِشَيْء لِأَن المُرَاد وصف هَذَا الوعل بِالريِّ على كل حَال وَمَعَ الشَّرْط لَا يلْزم ذَلِك وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة إِن فِي الْبَيْت زَائِدَة
وَإِمَّا عاطفة عِنْد أَكْثَرهم أَعنِي إِمَّا الثَّانِيَة فِي نَحْو قَوْلك جَاءَنِي إِمَّا زيد وَإِمَّا عَمْرو وَزعم يُونُس والفارسي وَابْن كيسَان أَنَّهَا غير عاطفة كالأولى
1 / 84