الْآيَة فِي أما الْمَفْتُوحَة نَظِير قَوْلك فِي إِمَّا الْمَكْسُورَة إماا أَن تنطق بِخَير وَإِلَّا فاسكت وَسَيَأْتِي ذَلِك كَذَا ظهر لي وعَلى هَذَا فالوقف على ﴿إِلَّا الله﴾ وَهَذَا الْمَعْنى هُوَ الْمشَار إِلَيْهِ فِي آيَة الْبَقَرَة السَّابِقَة فتأملها
وَقد تَأتي لغير تَفْصِيل أصلا نَحْو أما زيد فمنطلق
وَأما التوكيد فَقل من ذكره وَلم أر من أحكم شَرحه غير الزَّمَخْشَرِيّ فَإِنَّهُ قَالَ فَائِدَة أما فِي الْكَلَام أَن تعطيه فضل توكيد تَقول زيد ذَاهِب فَإِذا قصدت توكيد ذَلِك وَأَنه لَا محَالة ذَاهِب وَأَنه بصدد الذّهاب وَأَنه مِنْهُ عَزِيمَة قلت أما زيد فذاهب وَلذَلِك قَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي تَفْسِيره مهما يكن من شَيْء فزيد ذَاهِب وَهَذَا التَّفْسِير مدل بفائدتين بَيَان كَونه توكيدا وَأَنه فِي معنى الشَّرْط انْتهى
ويفصل بَين أما وَبَين الْفَاء بِوَاحِد من أُمُور سِتَّة أَحدهَا الْمُبْتَدَأ كالآيات السَّابِقَة وَالثَّانِي الْخَبَر نَحْو أما فِي الدَّار فزيد وَزعم الصفار أَن الْفَصْل بِهِ قَلِيل وَالثَّالِث جملَة الشَّرْط نَحْو ﴿فَأَما إِن كَانَ من المقربين فَروح﴾ الْآيَات وَالرَّابِع اسْم مَنْصُوب لفظا أَو محلا بِالْجَوَابِ نَحْو ﴿فَأَما الْيَتِيم فَلَا تقهر﴾ الْآيَات وَالْخَامِس اسْم كَذَلِك مَعْمُول لمَحْذُوف يفسره مَا بعد الْفَاء نَحْو أما زيدا فَاضْرِبْهُ وَقِرَاءَة بَعضهم ﴿وَأما ثَمُود فهديناهم﴾ بِالنّصب وَيجب تَقْدِير الْعَامِل بعد الْفَاء وَقبل مَا دخلت عَلَيْهِ لِأَن أما نائبة عَن الْفِعْل فَكَأَنَّهَا
1 / 82