মুঘালতাত মানতিকিয়্যা
المغالطات المنطقية: فصول في المنطق غير الصوري
জনগুলি
غير أن التاريخ يعلمنا أن أفكار الكثرة واعتقاداتهم كثيرا ما تبين خطؤها الذريع وبطلانها التام، وقد تكرر ذلك وتواتر بما يكفي لدعم قاعدة تفيد أن قبول الحشود من البشر لقضية معينة على أنها حق لا يقدم ضمانا عقليا بأنها كذلك، وقد كان يسع المرء أن يمضي إلى نهاية الشوط فيقول: إن التاريخ ربما يعلمنا، على العكس، أن اعتقاد الجموع بشيء ما يرجح بطلان هذا الشيء، لولا أن هذه الطريقة ما هي إلا الوجه الآخر لذات المغالطة.
ذلك أن «الاعتقاد» غير «البينة»، وأن اتساع نطاق الاعتقاد بقضية ما هو أمر غير ذي صلة بصدق القضية ذاتها أو كذبها، إنما يتحدد ذلك بالوسائل العقلانية الخاصة التي تستخدم الأدلة والمعلومات الصحيحة التي يمكن أن تستمد منها النتائج بطريقة منطقية. يعود رواج هذه المغالطة وانتشارها إلى ميل الكائنات البشرية إلى أن تسلك مسلك الخراف، فتنضوي معا حول المريح والمألوف والسائد، ويروقها الانقياد والائتلاف ومجاراة القطيع في وجهته.
في عمق الروح الإنسانية التي ألقي بها في حومة الوجود على غير اختيار منها تقبع حاجة إلى الاتصال بآخرين من صنوها، حاجة تبلغ من الإلحاح والشدة مبلغا يضطر الناس إلى أن تسلم ضميرها وبصيرتها لطغيان ثقافتها الجاهزة وتقاليدها الموروثة، حتى لو كانت تلك ثقافة جاهلة وتقاليد حمقاء، وقليل هم الأفراد الذين يمكنهم أن يأتمروا بأوامر عقولهم الخاصة ويهتدوا بهدي بصائرهم الشخصية حتى عندما تكون تلك مغايرة للشائع ومخالفة للمألوف.
في مسرحية شكسبير «يوليوس قيصر» يعمد مارك أنطونيو، في خطبة الجنازة المشهورة، إلى استثارة انفعالات الجمهور، ولا يفوته أيضا أن يهيب بمصالحهم الشخصية، لقد كانت القضية التي استدعي الملأ لمواجهتها هي: (1) هل كان قيصر مذنبا بالتآمر للإطاحة بالجمهورية وتنصيب نفسه ملكا؟ (2) هل ينبغي اتخاذ أي إجراء ضد قاتليه؟ لا تعرض خطبة أنطونيو لهذه القضية، وبدلا من ذلك يعمد أنطونيو إلى تذكير الرومانيين بأنهم كانوا يحبون قيصر ذات يوم:
كلكم أحببتموه ذات مرة، لا لغير سبب،
فأي شيء يمنعكم إذن أن تندبوه؟
ويؤكد لهم أنه، أنطونيو، ليس داهية وليس مفوها (وأنه من ثم جدير بالتصديق).
فما أنا بالخطيب مثل بروتس،
لكني كما تعرفونني جميعا رجل غر صريح،
أحب صديقي، وهم إذ يعرفون ذلك حق المعرفة،
অজানা পৃষ্ঠা