ভাষাগত ভুল: নতুন ফুসহার দিকে তৃতীয় পথ
مغالطات لغوية: الطريق الثالث إلى فصحى جديدة
জনগুলি
تعريب العلم
تعليم الأمة بلغتها ينقل العلم بكليته إليها، أما تعليمها إياه بلغة غيرها فإنه ينقل أفرادا منها إلى العلم.
الشيخ علي يوسف
تعليم المرء بغير لغته أمر شاذ بالغ الشذوذ، ومضاد لطبيعة الأشياء، ومضاد للبيولوجيا، ولا تلجأ إليه الأمم إلا اضطراريا، ومرحليا. ليس في العالم، شرقه وغربه، أمة تعلم العلم بغير لغتها القومية، باستثناء شعوب بدائية اللغة كالغجر والإسكيمو والأفريقيين، وشعوب متعددة اللغات كالهنود. جميع دول العالم على اختلاف حجمها، وتعدادها، وعائلتها اللغوية، ودرجة تقدمها، تعلم العلم بلغتها: ألبانيا، تركيا، بلغاريا، هولندا، فنلندا، اليونان، إيطاليا، روسيا، الصين، كوريا، اليابان، إيران، إسرائيل ... «يروي د. إسحاق الفرحان عضو مجمع اللغة العربية الأردني أنه كان بصحبة وزير التربية الأردني يحضران حفلا للسفارة الكورية في عمان، فسأل وزير التربية السفير الكوري: بأي لغة تدرسون الطب والهندسة والعلوم في بلادكم؟ فلم يجبه السفير، ولما كررت عليه أنا السؤال نظر إلي السفير قائلا: وهل هذا سؤال يسأل؟ بالكورية طبعا!»
1
لم يفهم الرجل السؤال أول مرة، وظن أن في الأمر «لعبة»؛ فالسؤال غريب عنده غرابة التعريب عندنا! لقد نشأنا نرى العلم يدرس عندنا بالإنجليزية فحسبنا ذلك أمرا طبيعيا، وما هو بالطبيعي، وإنما «أعمانا الإلف فلم نعد نرى في الغريب غرابته» باستعارة تعبير د. زكي نجيب محمود (في مقام آخر)، و«اكتسب المؤقت والاستثنائي (عندنا) ديمومة بل شرعية» باستعارة تعبير د. مفيد أبو مراد. يبدو أن في جبلة العقل البشري، بوصفه رهين الثقافة وصنيعتها، أن يعبر «فجوة هيوم» وثبا؛ فيقفز مما هو كائن إلى ما ينبغي أن يكون، ويميل إلى أن يرى أوضاعه التي نشأ عليها، مهما بلغت من سوء وشذوذ، لا كمجرد أوضاع معطاة «للوصف» و«النقد» و«التغيير»، بل كمقاييس للصواب والسواء والخير و«معايير» للقيمة. هذا ما جعل أستاذا في الطب مثل د. نادر عبد الدايم يصف دعوة تعريب الطب ب «النكبة» و«الكارثة»، وكأن تسمية «الهارت» ب «القلب» ستصيبه بأزمة، أو أن تسمية «الأبدومن» ب «البطن» ستحول دون فتحه!
الحق أن ما نحن فيه هو النكبة، وليتها نكبة واحدة أو ذات بعد واحد، ولكنها نكبة تساقط نكبات، نكبة مركبة مطبقة ذات أبعاد أربعة، ذلك أن التعريب
2 (التعريب بحد ذاته) ضرورة قومية، وضرورة علمية، وضرورة نفسية/اجتماعية، وضرورة لغوية! (1) التعريب ضرورة قومية
لغة الأمة هي وعيها وضميرها، وكبرياؤها وعرضها، والأمة التي لا تصون لغتها من العبث والتحلل لن يبقى لها شيء تصونه.
كان من روابط وحدة اليونانيين في مقاومة الغزاة الفرس أن المجتمع اليوناني بأكمله تربطه صلة الدم الواحد واللسان الواحد.
অজানা পৃষ্ঠা