أربابا من دون الله وختم الكتاب فأخذ الكتاب وجعله في حق عاج ودعا كاتبه وكتب لمحمد بن عبد الله من المقوقس عظيم القبط سلام عليك واني قرأت كتابك وما تدعو اليه وقد علمت أن نبيا قد بقي وقد كنت أظن أنه يخرج بالشأم وقد أكرمت رسولك وبعثت اليك بجارينين لهما مكان في القبط عظيم وبكسوة وقد أهديت اليك بغلة لتركبها والسلام ولم يسلم والبغلة دلدل ولم يكن في العرب مثلها فبقيت الى زمن معاوية ﵁ ومارية وأختها سيرين وعرض عليها النبي ﷺ الاسلام وكانت مارية جميلة فوطئها رسول الله ﷺ وسيرين وهبها لحسان بن ثابت ﵁ والدلدل لعليّ ﵁ وقال لحاطب هذا رسول الله والقبط لا يطاوعونني وأنا أضن لملكي أن أفارقه وسيظهر على البلاد ويطأ موضع قدمي هذا قال فأخبرت النبي ﷺ فقال ضن الخبيث بملكه ولا بقاء لملكه ومات في ولاية عمرو ابن العاص بمصر فدفن في كنيسته.
(الباب التاسع في خصائص النبي ﷺ
ولما خص الله ﷾ نبيه بوحيه وأبان بينه وبين خلقه خفف أشياء شددها على غيره كرامة وتعظيما وشدد عليه أشياء خففها على غيره زيادة في درجاته فالذي شدد
1 / 55