الشرق الى الغرب يموج بالكفر فقال يا قوم ها أنا أقول لكم إن دينكم باطل ومذهبكم فاسد وآباؤكم وأمهاتكم في النار وان متم على هذا الاعتقاد فأنتم كلاب النار فها أنا أقول لكم هذا فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون فلم يقدر أحد من العالم على دفعه ومعارضته فهذا من أدل دليل على الحق والقوم على الضلال (دليل آخر) ان الله أنزل عليه القرآن عربيا معجزة له ولو اجتمع الأولون والآخرون على أن يأتوا بمثله لا يقدرون عليه وكما أعلم ضرورة وقطعا ان بلدة في العالم يقال لها بغداد أعلم ان محمد بن عبد الله ادعى النبوة وأظهر الله المعجزة على يده ﷺ فأي دليل أدل من هذا فان قال لم يظهر محمد بعد فهو محال لأن هذا معلوم بالضرورة وان قال لم يدع النبوة فمحال لأنه معلوم بالضرورة نقل إلينا تواترا انه ادعى النبوة وكان رجلا فردا أميا خرج وأهل الأرض ذات الطول والعرض كلهم كفار فقال لهم إني رسول الله وأنتم على الباطل وآباؤكم في النار ومعجزتي القرآن فائتوا بسورة مثله وهم أهل الفصاحة والبلاغة فعجزوا عن معارضته واشتغلوا بالقتال فان قلت فلعلهم عارضوه ولم ينقل إلينا قلنا هذا من أمحل المحال فان آحاد الوقائع ومفردات الأمور قد نقلت إلينا تواترا فلو كان ذلك لنقل وهذا مقطوع بصحته.
1 / 42