به الى الله تعالى الا بعد معرفة الله سبحانه لأن العبادة لا يصح أداؤها الا بالنية والنية قصد القلب الى إفراد الرب بالعبادة وقصد من لا يعرف بإفراد العبادة لا يصح واعلم أن الطريق الى المعرفة هو النظر الصحيح فان معرفة الله تعالى ليست ضرورية اذ لو كانت لما تصور فيه الخلاف كمعرفة الليل والنهار ووجود الآدمي فاذا ثبت أن معرفة الله سبحانه لا تمكن الا بالنظر فالنظر واجب لأن ما لم تتأد العبادة الا به كان واجبا في نفسه كالصلاة لا تؤدى الا بالطهارة فلا جرم تكون الطهارة واجبة والأمر بالصعود الى السطح أمر بنصب السلم.
(الباب الثاني في أول ما يجب على العباد المكلفين)
إن أول ما يجب على المكلف القصد الى النظر المؤدي الى معرفة الله تعالى فان قلت انك مدع واذا آل الأمر الى الدعاوى استوى كل طائع وغاو فأقول ما أبين الصبح لذي عينين وان الرحيل أحد اليومين والدليل عليه أن معرفة الله تعالى واجبة بالآيات المتقدمة والسعادة هي اليقين والدنيا هي فتنة الدين وما سواه فضلال مبين. فماذا بعد الحق الا الضلال فأنى تصرفون واعلم أن الواجب اشتقاقه من السقوط واللزوم يقال وجب الحائط اذا سقط وحده في
1 / 20