الفصل الثاني:
المفعول به
هو الذي يقع عليه فعل الفاعل في مثل قولك ضرب زيد عمرًا وبلغت البلد. وهو الفارق بين المتعدي من الأفعال وغير المتعدي. ويكون واحدًا فصاعدًا إلى الثلاثة على ما سيأتيك بيانه في مكانه إن شاء الله تعالى. ويجيء منصوبًا بعامل مضمر مستعملٍ إظهاره أو لازمٍ:إضماره المنصوب بالمستعمل إظهاره هو قولك لمن أخذ يضرب القوم، أو قال أضرب شر الناس زيدًا بإضمار أضرب؛ ولمن قطع حديثه حديثك، ولمن صدرت عنه أفاعيل البخلاء: أكل هذا بخلًا، بإضمار هات وتفعل.
ومنه قولك لمن ركنت أنه يريد مكة: ورب الكعبة. ولمن سدد سهمًا القرطاس والله. وللمستهلين إذا كبروا: الهلال والله، تضمر يريد ويصيب وأبصروا، ولرائي الرؤيا: خيرًا وما سر، وخيرًا لنا وشرًا لعدونا أي رأيت خيرًا. ولمن يذكر رجلًا. أهل ذلك وأهله أي ذكرت أهله. ومنه قوله:
لن تراها ولو تأملت إلا ... ولها في مفارق الرأس طيبًا
1 / 58