أنواع المفعول المطلق الذي اضمر فعله
والمصادر المنصوبة بأفعال مضمرة على ثلاثة أنواع: ما يستعمل إظهار فعله وإضماره، وما لا يستعمل إظهار فعله، وما لا فعل له أصلًا. وثلاثتها تكون دعاء وغير دعاءٍ فالنوع الأول كقولك للقادم من سفره خير مقدمٍ ولمن يقرمط في عداته. مواعيد عرقوب وللغضبان غضب الخيل على اللجم. ومنه قولهم سقيًا ورعيًا وخيبة وجدعًا وعقرًا وبؤسًا وبعدًا وسحقًا وحمدًا وشكراُ لا كفرًا وعجبًا وافعل ذلك وكرامة ومسرة ونعم ونعمة عين ونعام عين ولا أفعل ذلك ولا كيدًا ولا هما ولا فعلن ذلك ورغمًا وهوانًا. ومنه إنما أنت سيرًا سيرًا وما أنت إلا قتلًا قتلًا وإلا سير البريد وإلا ضرب الناس وإلا شرب الإبل.
ومنه قوله تعالى: " فغما منا بعد وإما فداء " ومنه مررت به فإذا له صوت صوت حمار، وإذا له صراخ صراخ الثكلى، وإذا له دق دقك بالمنحاز حب القلقل. ومنه ما يكون توكيدًا إما لغيره كقولك هذا عبد الله حقًا، والحق لا الباطل، وهذا زيد غير ما تقول، وهذا القول لا قولك، وأجدك لا تفعل كذا، أو لنفسه كقولك له علي ألف درهم عرفًا، وقول الأحوص:
إني لأمنحك الصدود وإنني ... قسمًا إليك مع الصدود لأميل
1 / 56