ولكل واحد من هذه الأزمان الأربعة ابتداء ووسط ونهاية وابتداء كل وقت هو البرج الذي إذا صارت فيه الشمس انتقل الزمان من طبيعة إلى طبيعة ووسطه هو البرج الثاني الذي يتلو ذلك البرج ونهايته هو البرج الثالث منه فجعلوا الابتداء في عدد البروج من أول البرج الذي إذا حلته الشمس كان فيه ابتداء الزمان الحار الرطب بطبيعته وتركيبه الدال على الكون ويكون طبيعة البرج في ذاته دالة على الحرارة الغريزية التي بها يكون ابتدأ نشوء الحيوان وحركته على ما أخبرنا في مزاجات الأركان وفي مثل طبيعة ذلك الوقت من الزمان يبتدئ تكون الأشياء والنشوء والنبات ويخرج الشجر ثمره وفي حلول الشمس في أول هذا البرج يبتدئ النهار بالزيادة على الليل وهو البرج الذي يقال له الحمل الفصل السادس في علة البروج المنقلبة والثابتة وذي الجسدين
لما كانت أحوال السنة أربعا وهي الربيع والصيف والخريف والشتاء وفي كل زمان من هذه الأزمنة الأربع تقطع الشمس ثلاثة بروج ولكل زمان منها ابتداء ووسط ونهاية وابتداؤه إنما يكون بحلول الشمس في أول ربع من بعض أرباع الفلك فالبرج الذي إذا حلته الشمس يكون في أول بعض الأرباع وينتقل فيه الزمان إلى طبيعة غير التي كان عليها سمي منقلبا والبرج الذي يتلوه هو الثابت لأن الشمس إذا صارت فيه ثبتت طبيعة ذلك الزمان والبرج ذو الجسدين هو الذي إذا صارت الشمس فيه تمتزج طبيعة ذلك الزمان الذي هو فيه مع طبيعة الزمان الذي تنتقل إليه
পৃষ্ঠা ২১০