374

الثاني سهم الثبات والبقاء وهو سهم عماد الطالع لما كان الثبات والبقاء في هذا العالم من أفضل سعادات الدنيا فإنما يكون ذلك بدلالات أقوى السعود من الأجرام العلوية وإن أقوى السعود الشمس والقمر وسهماهما هما الدالان على السعادة وعلى الروح والبدن مثل ما دل عليه النيران وإن الثبات والبقاء في هذا العالم إنما هو بممازجة الروح والبدن والتغيير والفساد والفناء إنما هو من فسادهما فلذلك حسبوا هذا السهم منهما وقالوا سهم الثبات والبقاء وهو سهم عماد الطالع وبهاء المولود وجماله يؤخذ بالنهار من سهم السعادة إلى سهم الغيب وبالليل مخالفا ويزاد على ما يجتمع درجات الطالع ويلقى من أول برج الطالع وهذا السهم موافق لسهم الزهرة وهو يدل على صورة المولود وشبهه بالآباء والأمهات وعلى صلاح الجسد وسلامته في وقت الولادة وعلى السفر فإذا كان هذا السهم وصاحبه صالحي الحال كان المولود حسن الصورة والجسد كامل الأعضاء صحيح الأوصال سوي الخلقة سليم الجوارح مصحح البدن عمره كله ينتفع في أسفاره ويفيد فيها الفوائد الكثيرة وإن كان فاسدا دل على سماجة البدن والخلقة وقبح الصورة والجسد وكثرة الأمراض وإن كان مائلا إلى دليل الآباء كان المولود يشبه الأب وأهل بيت الأب وإن كان مائلا إلى دليل الأم كان المولود يشبه الأم وأهل بيتها وإذا أردت أن تعلم هل يدوم ويبقى شيء من الأشياء أو لا إذا عرفت مولود الإنسان وتحو يل سنته أو سؤال عن ثبات شيء مجهول أو زواله فانظر إلى هذا السهم فإن كان في مناظرة مزاعمته أو كان مع أرباب الأوتاد أو مع صاحب الطالع مقبلا فإنه يدل على ثبات ذلك الشيء ودوامه وبقائه وإن كان زائلا فإنه يدل على زواله وفساده فإن كان في وقت إقباله منحوسا كان ثبات ذلك الشيء في مكروه وغموم وإن كان مسعودا كان ثباته في سعادة وإن كان في وقت زوال السهم مسعودا يناله بعد زوال ذلك الشيء عنه سعادة وإن كان منحوسا يناله بعد زواله مكروه

الثالث سهم المنطق والعقل لما كان عطارد الدليل على المنطق والفكرة والتمييز والكلام وكان المريخ الدليل على الحرارة والحركة حسبوا سهم المنطق والعقل بالنهار من عطارد إلى بهرام وبالليل مخالفا وألقوه من الطالع وهذا السهم يدل على المنطق والتمييز والمعرفة والعقل فإذا كان هذا السهم أو صاحبه مع صاحب الطالع وكان في برج لصاحب الطالع فيه شهادة وناظرهما عطارد بقوة فإنه يكون ذا نطق وتمييز ومعرفة وإن نظر المريخ إلى صاحب السهم والطالع كان ذكيا متوقدا حديدا عاقلا

البيت الثاني وله ثلاثة أسهم الأول سهم المال لما كان دليل مال المولود الثاني وربه استخرجوا سهم المال منهما وقالوا سهم المال يؤخذ بالنهار والليل من رب بيت المال إلى درجة بيت المال بالسواء ويزاد عليه درجات الطالع ويلقى من الطالع وهذا السهم يدل على الفوائد والمعاش والغذاء الذي تقوم به الأبدان عمره كله فإن كان صالح المكان يدل على صلاح الحال في المال والغذاء والمعاش وإن كان فاسدا دل على ردائة الحال فيما ذكرنا فأما سائر أنواع السعادات الأخر الظاهرة من الأموال التي تذخر وتغتني فإنما يدل عليه سائر أدلاء المال والسعادة

পৃষ্ঠা ৮৫৪