الثاني سهم الثبات والبقاء وهو سهم عماد الطالع لما كان الثبات والبقاء في هذا العالم من أفضل سعادات الدنيا فإنما يكون ذلك بدلالات أقوى السعود من الأجرام العلوية وإن أقوى السعود الشمس والقمر وسهماهما هما الدالان على السعادة وعلى الروح والبدن مثل ما دل عليه النيران وإن الثبات والبقاء في هذا العالم إنما هو بممازجة الروح والبدن والتغيير والفساد والفناء إنما هو من فسادهما فلذلك حسبوا هذا السهم منهما وقالوا سهم الثبات والبقاء وهو سهم عماد الطالع وبهاء المولود وجماله يؤخذ بالنهار من سهم السعادة إلى سهم الغيب وبالليل مخالفا ويزاد على ما يجتمع درجات الطالع ويلقى من أول برج الطالع وهذا السهم موافق لسهم الزهرة وهو يدل على صورة المولود وشبهه بالآباء والأمهات وعلى صلاح الجسد وسلامته في وقت الولادة وعلى السفر فإذا كان هذا السهم وصاحبه صالحي الحال كان المولود حسن الصورة والجسد كامل الأعضاء صحيح الأوصال سوي الخلقة سليم الجوارح مصحح البدن عمره كله ينتفع في أسفاره ويفيد فيها الفوائد الكثيرة وإن كان فاسدا دل على سماجة البدن والخلقة وقبح الصورة والجسد وكثرة الأمراض وإن كان مائلا إلى دليل الآباء كان المولود يشبه الأب وأهل بيت الأب وإن كان مائلا إلى دليل الأم كان المولود يشبه الأم وأهل بيتها وإذا أردت أن تعلم هل يدوم ويبقى شيء من الأشياء أو لا إذا عرفت مولود الإنسان وتحو يل سنته أو سؤال عن ثبات شيء مجهول أو زواله فانظر إلى هذا السهم فإن كان في مناظرة مزاعمته أو كان مع أرباب الأوتاد أو مع صاحب الطالع مقبلا فإنه يدل على ثبات ذلك الشيء ودوامه وبقائه وإن كان زائلا فإنه يدل على زواله وفساده فإن كان في وقت إقباله منحوسا كان ثبات ذلك الشيء في مكروه وغموم وإن كان مسعودا كان ثباته في سعادة وإن كان في وقت زوال السهم مسعودا يناله بعد زوال ذلك الشيء عنه سعادة وإن كان منحوسا يناله بعد زواله مكروه
الثالث سهم المنطق والعقل لما كان عطارد الدليل على المنطق والفكرة والتمييز والكلام وكان المريخ الدليل على الحرارة والحركة حسبوا سهم المنطق والعقل بالنهار من عطارد إلى بهرام وبالليل مخالفا وألقوه من الطالع وهذا السهم يدل على المنطق والتمييز والمعرفة والعقل فإذا كان هذا السهم أو صاحبه مع صاحب الطالع وكان في برج لصاحب الطالع فيه شهادة وناظرهما عطارد بقوة فإنه يكون ذا نطق وتمييز ومعرفة وإن نظر المريخ إلى صاحب السهم والطالع كان ذكيا متوقدا حديدا عاقلا
البيت الثاني وله ثلاثة أسهم الأول سهم المال لما كان دليل مال المولود الثاني وربه استخرجوا سهم المال منهما وقالوا سهم المال يؤخذ بالنهار والليل من رب بيت المال إلى درجة بيت المال بالسواء ويزاد عليه درجات الطالع ويلقى من الطالع وهذا السهم يدل على الفوائد والمعاش والغذاء الذي تقوم به الأبدان عمره كله فإن كان صالح المكان يدل على صلاح الحال في المال والغذاء والمعاش وإن كان فاسدا دل على ردائة الحال فيما ذكرنا فأما سائر أنواع السعادات الأخر الظاهرة من الأموال التي تذخر وتغتني فإنما يدل عليه سائر أدلاء المال والسعادة
পৃষ্ঠা ৮৫৪