فأما زحل فقد ذكرنا أن الذي يوجد من دلالته في هذا العالم إنما هو البرد المفرط وإنما يكون إفراط البرد باليبس فزحل بطبيعته بارد يابس فأما طبيعة البرد فهي لازمة له لا ينتقل عنها لأنه ركن فاعل إلا أنه ربما تغير فزاد فيه أو نقص منه فأما طبيعة اليبس فربما انتقل منها إلى غيرها لأنه ركن مفعول به وربما تغير بالزيادة فيه أو بالنقصان منه فإذا كثر ذلك التغيير انتقل إلى طبيعة أخرى فزحل إذا كان صاعدا من وسط فلك أوجه كانت طبيعته ثابتة على البرد واليبس وكذلك يكون إذا كان في البرج أو في الربع البارد اليابس أو في سائر المواضع الباردة اليابسة فإن اجتمعت هذه الحالات أفرط في البرد واليبس وإن نقصت كان أقل فإذا كان في البروج الحارة اليابسة ضعفت دلالة برده وقوي يبسه وإن كان صاعدا كما ذكرنا وهو في البروج الرطبة نقص من طبيعة يبسه وإن كان مع هذا في حد كوكب رطب أو في ربع رطب وهو من الشمس في أفق رطب نقص من يبسه فإن اجتمعت له هذه الحالات كلها في وقت واحد وهو صاعد انتقل إلى الرطوبة فصار باردا رطبا وإن كان زحل هابطا من وسط فلك أوجه كان باردا رطبا فإن كان مع ذلك في برج رطب أو في حد كوكب رطب أو في ربع رطب أو يكون أفقه من الشمس كذلك فإنه يزيد في رطو بته وإن اجتمعت هذه كلها في وقت واحد صار مفرطا في الرطوبة وإن كان في وقت هبوطه من فلك أوجه في البروج الحارة اليابسة ضعفت دلالة برده ونقصت قوة رطو بته فإن كان مع هذا في ربع حار يابس أو في حد كوكب حار يابس أو يكون أفقه من الشمس في مثل هذه الحال نقص من رطو بته وقوي يبسه وضعف برده فإن اجتمعت هذه الحالات كلها وهو هابط صار باردا يابسا
وأما المريخ فإن الذي يوجد من فعله في الزمان الحر المفرط وإنما يكون إفراط الحر باليبس فطبيعة المريخ حارة يابسة وأما الحرارة فهي طبيعة ثابتة له وأما اليبوسة فربما انتقل منها فإذا كان المريخ صاعدا في فلك أوجه كانت طبيعته ثابتة على الحرارة واليبوسة وكذلك يكون إذا كان في البرج أو في الربع الحار اليابس فإن كثرت هذه الحالات أفرط في الحرارة واليبس فإن كان في البروج الباردة اليابسة نقص من حرارته وقو يت طبيعة يبسه وإن كان صاعدا في برج رطب أو في حد كوكب رطب أو في ربع رطب أو كان من الشمس في أفق رطب نقص من يبسه وإن اجتمعت هذه الحالات في الرطوبة للمريخ وهو صاعد انتقل إلى الرطوبة فصار حارا رطبا فإن كان هابطا من فلك أوجه كان حارا رطبا فإن كثرت حالات الرطوبة فيه وهو هابط أفرط في الرطوبة وإن كان هابطا وغلبت عليه حالات الحرارة واليبس كان حارا يابسا وأما المشتري فإنه حار رطب معتدل كما ذكرنا من فعله في الزمان فإن كان صاعدا في فلك أوجه كانت دلالته على الحرارة المعتدلة أقوى وإن كان هابطا قو يت دلالته على الرطوبة المعتدلة فأما البروج الحارة أو الرطبة المشاكلة له فإنها قد تقوي حرارته ورطو بته المعتدلة والبروج التي لا تشاكله تضعف وتنقص اعتداله في الحرارة والرطوبة
পৃষ্ঠা ৪২০