176

মুদখাল কবির

জনগুলি

فأما الشمس فإنها ليبسها وسرعة حركتها واختلاف حالاتها في الأزمنة تقبل التغييرات من كل كوكب يمازجها وتؤديها إلى هذا العالم وأما الزهرة فإنها معتدلة رطبة والرطوبة ركن مفعول به فهي سريعة القبول للتغييرات من السعود والنحوس وتقبل عامة مزاجات الكواكب التي تمازجها وأما عطارد فإن طبيعته اليبوسة واليبوسة ركن مفعول به وهو قابل للتغييرات كلها تنتقل طبيعته إلى ما خالطه وأما القمر فإنه أدل كوكب في الفلك على الرطوبة فهو لرطو بته أسرعها قبولا للتغييرات وإذا مازج كوكبا من الكواكب قبل طبيعة الكوكب

فانظر في هذا الترتيب الطبيعي العجيب الذي للكواكب في قبول التغييرات أن زحل لما كان أعلى الكواكب وأبطأها حركة وأ بردها صار لا يقبل التغييرات من الكواكب الممازجة له إلا شيئا يسيرا وكل ما كان من الكواكب أسفل منه فهو أكثر وأسرع قبولا للتغييرات والقمر الذي هو أسفل الكواكب وأسرعها حركة وأرطبها فهو أكثر الكواكب قبولا للتغييرات وأسرعها لقبول طبائعها

فأما النحوس فإنها وإن دلت على السعادة فإنها لا يقال لها سعود ولكن يقال لها في طبع السعود في الشيء الذي دلت على السعادة به ويكون الظفر بتلك السعادة بالعسر والنكد ويكون صاحبه مبغضا بها كثير التعب بسببها وربما لم ينتفع من سعادته بشيء ولم يسر بها ويكون مهنؤها لغيره أو يورثها غيره أو يصيبه بسببها الآفات والنكبات الكثيرة وأما السعود فإنها وإن ظهر من فعلها الفساد كما يظهر من فعل النحوس فإنها لا يقال لها في ذلك الوقت نحوس ولكن يقال لها في طبع النحوس في ذلك الشيء الذي دلت على النحوسة به ويكون مع تلك المنحسة الصبر والتحمل والقناعة والرضاء والتعزي ويشو به طرف من السعادة في وقت بعد وقت

পৃষ্ঠা ৪১৪