فأما معرفتهم بالتذكير والتأنيث فإنهم ينظرون إلى بطن المرأة فإن رأوه ممتلئا مستديرا خشنا فيه صلابة ورأوها نقية اللون علموا أن الحمل ذكر وإن كان بطن المرأة فيه طول واسترخاء وسماجة وظهر في لونها نمش وكلف علموا أن الحمل أنثى ثم ينظرون بعد ذلك إلى رأس ثديها فإن كان تغيرهما إلى السواد علموا أن الحمل أنثى وإن كان تغيرهما إلى الحمرة علموا أن الحمل ذكر على أن هذه الدلالة الواحدة ربما تكذب في الواحدة بعد الواحدة من النساء وأيضا فإنه يؤخذ من لبن المرأة الحامل بين الإصبعين وينظر فإن كان في اللبن غلظ ولزوجة شديدة علموا أن الحمل ذكر وإن كان ذلك اللبن مسترخيا إلى الرقة ما هو ولا يكون فيه لزوجة علموا أن الحمل أنثى
وأيضا فإنه يقطر من لبن المرأة الحامل على مرآة حديد ويوضع في الشمس وضعا رفيقا كي لا يتحرك ثم يترك ساعة فإن اجتمع حتى يصير شبه حبة لؤلؤ علموا أن الحمل ذكر وإن انبسط علموا أنها أنثى فأما معرفتهم بما يكون بعد الولادة فإنها حين تلد المولود ويقع إلى الأرض ينظرون إلى رأسه ذكرا كان المولود أو أنثى فإن كان على رأسه شبه إكليل من رقة الشعر علموا أن المولود الذي تلده المرأة بعد ذلك يكون ذكرا أي وقت ولدت بعد سنة أو أكثر وإن كان على رأسه إكليلين علموا أنها تلد بعده غلامين في بطن واحد ويتبرك بكل مولود أو مولودة فيكون على رأسها إكليل في وقت ولادتها ومما يتبرك بالمولود أيضا أن تكون غشاوته حين تلده أمه صحيحة لأن غشاوة المولود ربما تقطعت قبل أن يخرج من بطن أمه
فأما معرفة عدد الولد الذي تلده المرأة فإنهم ينظرون إلى المرأة البكر إذا ولدت أول ولدها فإذا وقع المولود إلى الأرض فإنه يكون في طول سرته المتصلة بالمشيمة تعجير وعقد فإنهم ينظرون كم فيها من التعجير والعقد فيقولون إن تلك المرأة تلد بكل تعجير وعقدة في طول تلك السرة ولدا واحدا وإن لم يروا فيها تعجيرا يقولون إنها لا تلد بعد ذلك شيئا وإن كانت المرأة أسقطت بكرها ثم ولدت بعد ذلك فربما بطلت هذه الدلالة
পৃষ্ঠা ৬৪