فأما الذي ذكرنا أن مد النهار يكون أقوى من مد الليل إذا كان النهار أطول من الليل وأن مد الليل يكون أقوى من مد النهار إذا كان الليل أطول من النهار فإن ذلك لعلتين إحداهما من معونة الشمس للقمر وهو طول لبث الشمس فوق الأرض والثانية طول مكث القمر فوق الأرض
فالعلة الأولى التي هي من معونة الشمس للقمر أن النهار إذا كان أطول من الليل فإنه يكون مكث الشمس بالنهار فوق الأرض أكثر من مكثها تحت الأرض فلطول مكثها بالنهار فوق الأرض تزيد في تحليل المياه التي تكون في أعلى البحر وفي عمقه فإذا كان وقت المد والماء متحلل الأجزاء كان لفعل القمر أقبل وكان ماء المد أكثر وحركته أقوى فلهذه العلة يكون ماء المد في النهار الطو يل أقوى وأكثر من ماء المد في تلك الليالي فأما المد الذي يكون في الوقت الذي نهاره أطول من الليل والقمر فيما بين وتد المغرب إلى وتد الأرض فإنه يكون أضعف من المد الذي يكون في ذلك الوقت والقمر فيما بين المشرق إلى وسط السماء
পৃষ্ঠা ৩০২