فأبدى اللورد ارتياحه للروح، التي أملت رغبة المصريين في الاستمرار في التحالف مع إنجلترا، وقال: «إن روحا كهذه سوف تؤدي إلى الخير ...»
منطقة القنال
رغب اللورد ستانسجيت والسفير البريطاني في مقابلتي من جديد، وهي رغبة أبديت باسميهما تليفونيا مساء الأمس بعد أن قابلاني في اليوم نفسه.
زارني الاثنان في الساعة الحادية عشرة من صباح 19 أبريل زيارة خاصة بمنزلي بالزيتون، ودامت المقابلة حتى الساعة الثانية عشرة والثلث، وتناول السفير الكلام قائلا: «قد جاء في مذكرتك المؤرخة 4 أبريل أن مصر إذ تطلب الجلاء التام، لا تغفل عن أن المحالفة التي تقوم بينها وبين إنجلترا تستدعي في وقت السلم أن يكون هناك تفاهم بين أركان حرب الدولتين في الوسائل، التي تضمن أن يكون الدفاع محققا تماما لأغراضه»، ثم قال: «وقد زدت على ذلك أن مصر ستحرص على الاستفادة من خبرة بريطانيا، ومن وسائلها الكبرى ...» ثم أضاف السفير: «ولقد كانت هذه الجملة محل بحثنا عسكريين وسياسيين، وبذلنا الجهد حتى نوفق بين آرائكم الشخصية، وما تقتضيه واجبات الدفاع بالنسبة لنا ... ومن أجل ذلك أعددنا المذكرة التي أسلمها الآن لكم، والتي نرجو أن تقرأها الآن (وهي مذكرة من صفحتين مكتوبة بالإنجليزية)، وقد قرأنا نحن الثلاثة المذكرة في اجتماعنا، وكانت محل بحثنا الشفوي، ومحل أخذ ورد من كل منا، وتتلخص هذه المذكرة البريطانية فيما يأتي: «إن الغرض الذي تسعى إليه بريطانيا في معاهدة التحالف الجديدة هي توطيد الصداقة، التي نشأت بين البلدين منذ أمد بعيد ... وإنه لمن الممكن أن يهدد أمن مصر، ومجموعة الأمم البريطانية تهديدا حيويا بهجوم يشن على منطقة الشرق الأوسط، وهذا ما تبين بشكل نهائي خلال حربين ... وأن الأمم الصغيرة مهما دافعت عن نفسها بصلابة، لا تتاح لها فرصة في الحرب الحديثة ضد دولة معتدية قوية ما لم يكن في مكنتها أن تتلقى عونا كاملا ومباشرا، لا بد أن تعد له العدة في وقت السلم، من دولة ذات قوة حربية واقتصادية فعالة بالقياس إلى الدولة المعتدية؛ ولذلك ينبغي أن تتحقق مصر من معونة مباشرة أمام تهديد خطير.
وأن الوفد البريطاني في سبيل الوصول إلى هذا الغرض سيتقدم باقتراحات تقوم على القواعد الآتية: (1)
ستسحب كافة القوات البريطانية البحرية المقاتلة، وكافة القوات المحاربة التابعة للجيش البريطاني من مصر كلية، وسينفذ هذا الانسحاب وفق برنامج، وستسحب كافة أسراب سلاح الطيران الملكي البريطاني، ولو أنه يقترح بقاء عدد قليل من أسراب الطائرات المقاتلة في منطقة القناة؛ للتعاون مع سلاح الطيران الملكي المصري في إعداد دفاع جوي. (2)
ينبغي أن ينص في المعاهدة على تقديم المعونة المشتركة، وأن تتعهد الحكومة المصرية بإيجاد التسهيلات لقاعدة إدارية متحالفة ... (3)
سيكون من الجوهري وجود مركز قيادة متحالفة؛ لتنسيق تدابير الأمن في كافة أنحاء الشرق الأوسط، ويقترح أن يكون مركز هذه القيادة في منطقة القناة، وأن تقدم الحكومة المصرية لقوات الحكومة البريطانية تسهيلات للمرور في هذه المنطقة كلما دعت الحاجة.»
تلك هي خلاصة المذكرة البريطانية، التي قدمها اللورد ستانسجيت والسفير البريطاني، فقلت لهما: «يلوح لي أن الإجراءات التي تشير إليها هذه المذكرة يمكن أن تنفذ خارج مصر، وعندكم حول البلاد المصرية أراض وبلاد، إما تحت حكمكم أو تستطيعون بنفوذكم أن ترتبوا فيها مثل هذه الإجراءات، فهل لم تفكروا في ذلك؟»
قال السفير: «يعتبر العسكريون عندنا أن النقطة التي يجب أن تكون عصب الدفاع هي منطقة القنال، وهذا رأى خبرائنا، وهو رأي تقره الحكومة البريطانية.»
অজানা পৃষ্ঠা