بوادي القليعة (١) وسقط البرج خرابا بفعل البارود، ثم استسلم الباشا للفرنسيين الذين دخلوا من غدهم مدينة الجزائر. عندئذ، انسحبت مع فرساني إلى عين الرباط (مصطفى باشا)، وواصلت سيري نحو جنان الباشا (٢) حيث لحق بي جميع الهاربين. فأصبح معي ١٦٠٠ شخص وفي مساء يوم الاحتلال انسحبت إلى قنطرة الحراش حيث قضيت الليلة على الضفة الأخرى من الوادي. وفي الغد توجهت إلى الخميس (٣) وعسكرت في الفندق. (٤) وفي أثناء الليل وقع إنذار وأعلن عن ظهور طلائع الجيش الفرنسي.
فركبت حصاني على الفور واصطحبت أربعين من فرساني، ولكن الإنذار كان خطأ. وواصلت طريقي، وعندما بلغت أولاد زيتون اتصلت برسالة من الجنرال الفرنسي المسمى بورمون. (٥)
_________
(١) - هو الوادي الذي يأخذ منبعه من باب البحر ويشق بوفريزي ثم الأبيار ليصب في وادي مازفران.
(٢) - هو مستشفى مايو حاليا.
(٣) - المقصود هو خميس الخشنة على بعد حوالي ٣٠ كلم شرقي مدينة الجرائر.
(٤) - قرية صغيرة على بعد حوالي ٢٥ كلم من مدينة الخميس الآنفة الذكر.
(٥) - هو دوبرمون، قائد الحملة العسكرية ضد الجزائر، وصاحب معاهدة ٥ جوليت.
1 / 16