هل استنكرت ذلك الموقف المزري العجيب؟ لا أدري! ولكني شعرت في تلك اللحظة أنه ليس من الشرف ولا العدل ولا المنطق أن يتلقى الطبيب أجرا من المريض.
كيف كنت أمد يدي كل تلك السنين الماضية وآخذ من المرضى مالا؟ أي مال؟ كيف كنت أبيع في عيادتي الصحة الناس؟
كيف ملأت خزينتي من عرق المرضى ودمائهم؟
آه ...
وأحسست بيده الحانية تسندني وتجلسني في العربة، وانطلق بي إلى البيت.
وقال باسما بعد أن وضعني في السرير: هل أستدعي طبيبا؟
وأحسست بدموعي ساخنة على وجهي، وأمسك يدي في رقة وقال: لم هذه الدموع؟ - لم أكن أفهم شيئا. - لماذا؟ - كنت عمياء. - لماذا؟ - لم أكن أرى إلا نفسي. - لماذا؟ - كانت المعارك تحجب عني الحقيقة. - أية معارك؟ - معارك الناس جميعا ابتداء من أمي. - ألم تحققي شيئا؟ - لا.
لا، لم أحقق شيئا؛ فليس الطب هو أن أشخص الداء وأصف الدواء وأقبض الثمن، وليس النجاح هو أن تمتلئ عيادتي بالناس وخزينتي بالذهب ويلمع اسمي كالنجوم.
ليس الطب سلعة، وليس النجاح مالا وشهرة.
الطب هو أن أمنح الصحة لكل من يحتاج الصحة بلا قيود ولا شروط، والنجاح هو أن أمنح من عندي للآخرين.
অজানা পৃষ্ঠা